أغراض تأخير وتقديم المسند:
أغراض التأخير: وأما تأخيره؛ فلأن ذكر المسند إليه أهم كما سبق1.
أغراض التقديم: وأما تقديمه فإما لتخصيصه بالمسند إليه2 كقوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ} [الكافرون: 6] ، وقولك: "قائم هو" لمن يقول: "زيد إما قائم أو قاعد"، فيردده بين القيام والقعود من غير أن يخصصه بأحدهما. ومنه قولهم: "تميمي أنا", وعليه قوله تعالى: {لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ} [الصافات: 47] أي: بخلاف خمور الدنيا فإنها تغتال العقول3؛ ولهذا لم يقدم الظرف في قوله تعالى: {لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة: 2] لئلا يفيد ثبوت الريب في سائر كتب الله تعالى4.
وإما للتنبيه من أول الأمر على أنه خبر لا نعت5؛ كقوله "من الطويل":
له هِمَم لا منتهى لكبارها ... وهمته الصغرى أجلّ من الدهر6