وهذا الشيخ "علي المتقي الهندي" من كبار علماء الحديث في القرن العاشر الهجري يتحير في شأن "الجونبوري"، ويميل إليه، بل قيل: إنه اعتنق المهدوية، ولما وصل إلى مكة المكرمة بحث مع علمائها مسألة "خروج المهدي"، فتبين له الحق، فنذر نفسه للرد على هذه الفرقة.

وهو -رحمه الله تعالى- القائل في كتابه "البرهان في علامات مهدي آخر الزمان": "وكفى دليلًا على بطلان اعتقاد هذه الطائفة قتلهم العلماء، فإن خصلتهم هذه تدل على عدم الدليل على اعتقادهم، وعجزهم عن إثبات معتقدهم، فهذه الخصلة وحدها تكفي على البطلان" (?).

ولما وزع داعية المهدوي الجونبوري "سيد عيسى" في عام (1282 هـ) ثلاثة كتب في الانتصار لعقيدة المهدوية في أرجاء الهند، وبعد سَنَةٍ رَفَعَ التماسًا في محكمة "حيدر أباد" قال فيه: "إن هذه الكتب وزعت على علماء البلاد، وانتظرتُ سنة كاملة فلم يرد عليها أحد، والآن أرفعها إلى حضرتكم للنظر فيها، فإذا كان فيها ما يخالف العقيدة الإِسلامية فنحن نتوب عنها ونرجع إلى الحق، وإذا كان ما فيها صحيحًا فالرجاء منكم الاعتراف بهذا المذهب، والتصديق به، والمساعدة على نشرها، فبعث القاضي هذه الكتب إلى الشيخ "محمَّد زمان خان الشاهجهان بوري"، فحملته الغيرة الدينية على الردِّ على هذه الكتب، وألف كتابه المشهور "هدية مهدوية"، وبعد نشر هذا الكتاب أعلن داعية المهدوي "سيد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015