وقوله: {أتى أَمْرُ الله} إِشارة إِلى القيامة، فذكره بأَعمّ الأَلفاظ. ويقال: أَمِرَ القومُ - مثال سَمِعَ - أَى كثروا. وذلك لأَنهم إِذا كثروا صاروا ذا أَمير، من حيث إِنَّه لا بدّ لهم من سائس يسوسهم.
والأَمر ورد فى نصّ التنزيل على ثمانية عشر وجها:
الأَول بمعنى الدّين والمِلَّة {حتى جَآءَ الحق وَظَهَرَ أَمْرُ الله} أَى دينُ الله، {فتقطعوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ} أَى دينهم.
الثانى: بمعنى الكتاب والمَقَالة {إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ} أَى قولهم.
الثالث: بمعنى وجوب العذاب والعقوبة: {وَغِيضَ المآء وَقُضِيَ الأمر} .
الرابع: بمعنى إِيجاد عيسى بكمال القدرة {سُبْحَانَهُ إِذَا قضى أَمْراً} .
الخامس: بمعنى القتل فى المحاربة: {لِيَقْضِيَ الله أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً} {فَإِذَا جَآءَ أَمْرُ الله} أَى الحكم بقتلهم.