{مِن قَبْلِ أَن يقضى إِلَيْكَ وَحْيُهُ} ، {فَمِنْهُمْ مَّن قضى نَحْبَهُ} : أَتمَّ أَجله.
وبمعنى فصل الحكومة والخصومة: {وَقُضِيَ بَيْنَهُم بالحق} فُصِل {لَقُضِيَ الأمر بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ} : لفصل؛ {فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُمْ بالقسط} : فُصل، وقوله: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} ، أَى خلقهنَّ. {إِذْ قَضَيْنَآ إلى مُوسَى الأمر} أَى وصَّينا وعهِدنا إِليه. {وقضى رَبُّكَ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ إِيَّاهُ} أَى أَمر وأَوصى. {ثُمَّ اقضوا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ} أَى امضوا.
والاقتضاءُ: المطالبة بقضاءِ الأَمر، ومنه قولهم: هذا يقتضى كذا.
والقضاءُ من الله أَخصّ من القَدَر؛ لأَنه الفصل بين التقدير، والقَدَر هو التقدير، والقضاءُ هو التفصيل والقطع. وذكر بعض العلماء أَنَّ القَدَر بمنزلة المُعَدّ للكيل، والقضاءَ بمنزلة الكيل، ولهذا قال أَبو عُبَيد لعمر لمَّار أَرادوا الفرار من الطَّاعون من الشَّام: أَتفرّ من القضاء؟ قال: أَفرّ من قضاء الله إِلى قدر الله، تنبيهاً أَنَّ القَدَر ما لم يكن قضاء فمرجوّ أَن يدفعه الله، فإِذا قَضَى فلا يندفع، ويشهد لهذا قوله تعالى: {وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً}