ويخاف أَلا يُقبل منه". قال الحسن رحمه الله: عمِلوا لِلهِ بالطَّاعات واجتهدوا فيها وخافوا أَن تُرَدّ عليهم. إِنَّ المؤمن جمع إِيماناً وخشية، والمنافق جمع إِساءَة وأَمْناً. والخشية والخوف والوجَل والرّهبة أَلفاظ متقاربة غير مترادفة.
فالخوف: تَوقُّع العقوبة على مجارى الأَنفاس، قاله جنَيد. وقيل: اضطراب القلب وحركته من تذكُّره المَخُوف. وقيل: الخوف هَرَب القلب من حلول المكروه عند استشعاره.
والخشية أَخصّ من الخوف؛ فإِنَّ الخشية للعلماءِ بالله تعالى كما تقدّم. فهى خوف مقرون بمعرفة. قال النبىّ صلَّى الله عليه وسلم "إِنِّى أَتقاكم لله وأَشدُّكم له خشية" فالخوف حركة، والخشية انجماع وانقباض وسكون، فإِنَّ الَّذى يرى العدوّ والسّيل ونحو ذلك له حالتان: إِحداهما حركة الهرب منه، وهى حالة الخوف، والثانية سكونه وقراره فى مكان لا يصل إِليه وهى الخَشْية، ومنه الخَشُّ: الشئ [الأَخشن] والمضاعف والمعتل أَخوان؛ كتقضَّى البازى وتقضَّض.
وأَمّا الرّهبة فهى الإِمعان فى الهرب من المكروه، وهى ضدّ الرَّغبة الَّتى هى سَفَر القلب فى طلب المرغوب فيه. وبين الرّهب والهَرَب تناسب فى اللفظ