(لَيْسَ فِي الدُّنْيَا لمن آمن ... بِالْبَعْثِ سرُور)
(إِنَّمَا يفرح بالدنيا ... جهول أَو كفور) إِنَّمَا يفرح بالدنيا ... جهول أَو كفور)
(فَتذكر هول يَوْم ... السما فِيهِ تمور)
رُوِيَ عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (خوفني جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام من أهوال يَوْم الْقِيَامَة حَتَّى أبكاني فَقلت لَهُ حَبِيبِي جِبْرِيل أَلَيْسَ قد غفر الله لي مَا تقدم من ذَنبي وَمَا تَأَخّر فَقَالَ يَا مُحَمَّد لتشاهدن من الْأَهْوَال يَوْم الْقِيَامَة مَا ينسيك الْمَغْفِرَة فَبكى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَتَّى بلت دُمُوعه لحيته فَإِذا كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يبكي من هول يَوْم الْحساب وَقد أَمنه الْجَبَّار من أَلِيم الْعَذَاب ووعده بِالْجنَّةِ وَحسن المآب فَكيف بأمثالنا الْمَسَاكِين وَكَيف بِمن ترك الْحق وَالصَّوَاب وَخَالف السّنة وَالْكتاب وأطاع الشَّيْطَان وأفنى عمره فِي مَعْصِيّة الْملك الْوَهَّاب وَقد قيل فِي قَوْله تَعَالَى {كلا إِذا دكت الأَرْض دكا دكا} الْفجْر 21 هُوَ تحريكها وَقيل دكا دكا إذهابا
سُئِلَ بعض الْعلمَاء عَن معنى تكْرَار هَاتين الْكَلِمَتَيْنِ دكا دكا وَصفا صفا فَقَالَ تدكدك الأَرْض دكا بعد دك أَي تحرّك مرّة بعد أُخْرَى حَتَّى لَا يبْقى عَلَيْهَا أثر من بِنَاء أَو جبل أَو شجر
وَقَوله صفا صفا تَأتي الْمَلَائِكَة صفا بعد صف كل ملك قد شغل بِنَفسِهِ لعظم مَا يرى من ظُهُور الْأَهْوَال
فَإِذا كثر زلزال الأَرْض {وحملت الأَرْض وَالْجِبَال فدكتا دكة وَاحِدَة} الحاقة 41 حَتَّى تَنْقَطِع الْجبَال من أُصُولهَا وتنشق الأَرْض وتغور فِيهَا أنهارها وعيونها وَيدخل فِيهَا كل قصر شَدِيد من بَين قديم وجديد فيا لَهُ من يَوْم مَا أهوله وَمن بلَاء مَا أطوله وَمن جَبَّار مَا أعدله
قد أفنى الْعباد بالحمام فَلَا يرى أحد من الْأَنَام
فَإِذا اسْتَوَى الْأَولونَ وَالْآخرُونَ فِي أَرض الْقِيَامَة أَمر الله تبَارك وَتَعَالَى السَّمَوَات أَن تَنْشَق فَتَنْشَق كل سَمَاء وتنقطع مثل قطع السَّحَاب وَقيل كَمَا يتطاير الْقطن بَين يَدي القطانين إِذا ندفوه