بِأَمْر الله بعد ذَلِك أثقالها
يَا مغرور يَا مِسْكين ظلمت الْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِين وَتركت مَالك للوارثين وَلم تخف من عُقُوبَة رب الْعَالمين يَوْم يقْتَصّ للمظلومين من الظَّالِمين
وأنشدوا
(وَلَا تكن كَالَّذي قد قَالَ إِذْ حضرت ... وَفَاته ثلث مَالِي للْمَسَاكِين)
رُوِيَ أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سُئِلَ أَي الصَّدَقَة أفضل فَقَالَ (أَن تَتَصَدَّق وَأَنت صَحِيح حَرِيص شحيح تَأمل الْعَيْش وتخشى الْفقر وَلَا تمهل حَتَّى إِذا بلغت الْحُلْقُوم قلت لفُلَان كَذَا وَلفُلَان كَذَا)
(يَا جَامع المَال لأولاده ... يخْشَى عَلَيْهِم شمت حساده)
(وَلَا يُبَالِي كَيفَ كَانَ الْغَنِيّ ... يغتر بِاللَّه وإيعاده)
(اسْمَع مقَالا سَوف تحظى بِهِ ... إِن أَنْت لم تعْمل بأضداده)
(بنوك إِن لاذوا بمولاهم ... وتابعوا منهاج إرشاده)
(فَالله يكفيهم ويحميهم ... وَالله لَا خلف لميعاده)
(وَإِن يحيدوا عَن سَبِيل الْهدى ... وَقَابَلُوا الدّين بإفساده)
(فقد يكن مَالك عونا لَهُم ... فِي طَاعَة اللَّهْو وأجناده)
قيل وقف رجل فِي حَلقَة مَنْصُور بن عمار فِي يَوْم عَاشُورَاء فَقَالَ أَيهَا النَّاس رحم الله من تصدق من فضل وَأنْفق من كفاف وآثر فِي فاقة
فَقَالَ لَهُم مَنْصُور معشر النَّاس مَا ترك مِنْكُم أحدا
فَلم يكن أحد فِي الْمجْلس إِلَّا واساه قَالَ مَنْصُور بن عمار اللَّهُمَّ عجل لَهُم بالخلف فِي الدُّنْيَا وَالثَّوَاب الجزيل فِي الْآخِرَة قَالَ مَنْصُور فَلَقَد افتقدت أهل مجلسي كلهم وَاحِدًا بعد وَاحِد بعد ذَلِك بعام فَمَا مِنْهُم إِلَّا من قَالَ أخلف الله عَليّ سبعين ضعفا مِمَّا أَعْطَيْت
قَالَ مَنْصُور فَأَخَذَتْنِي عَيْنَايَ فَنمت فَرَأَيْت قَائِلا يَقُول أبشر يَا مَنْصُور قد غفر الله لجَمِيع من كَانَ فِي ذَلِك الْمجْلس فَأخْبرهُم بذلك وَقد غفرت لَك فَأَنت الَّذِي دللتهم على الْخَيْر فَالله الله يَا عباد الله تفضلوا على أَنفسكُم بأموالكم فَلَيْسَ أحد مِنْكُم أَحَق بهَا من نَفسه
ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَن ملكا يُنَادي كل يَوْم تَحت الْعَرْش الويل ثمَّ الويل لمن ترك عِيَاله بِخَير وَقدم على الله بشر
وأنشدوا