بالخيرات فِي الجنات العاليات وتواعد من عَصَاهُ بالخيبات وشدائد الْعُقُوبَات
أما علمْتُم أَن الْخمر أم الجرائم والسيئات ومفتاح الْكَبَائِر والخطيات وَبَاب المصائب والرزيات وموجبة لغضب رب الْأَرْضين وَالسَّمَوَات ومخربة الديار بِوُقُوع الشتات
فَلَا تدنسوا أَعمالكُم بِشرب الْخمر الْحَرَام فَإِنَّهَا أم الْكَبَائِر ولآثام وَمن شربهَا فقد خَالف الْقُرْآن وَالْأَحْكَام وَحل فِي سخط الْملك العلام أما تَسْتَحي يَا مطرود من بَاب الله يَا مُخَالفا لحدود الله يَا مؤالفا لأعداء الله من رب من عَلَيْك بِنِعْمَة الْإِسْلَام وجعلك من خير أمة أخرجت للأنام وفضلك بِمُحَمد عَلَيْهِ افضل الصَّلَاة وَالسَّلَام فعصيت يَا مغرور مَوْلَاك وَاتَّبَعت غيك وهواك ونسيت النعم الَّتِي أولاك وَلم تَنْتَهِ عَمَّا عَنهُ نهاك
أَهَذا جَزَاء من أحسن إِلَيْك وسترك وأنعم عَلَيْك بئس مَا صنعت يَا من ظلّ فِي الْمعاصِي سرا وجهرا يَا من بدل نعمه الله كفرا يَا من هتك بعصيانه حِجَابا وسترا يَا من حرم بذنيه تَوْفِيقًا ويسرا يَا من أورثه الْعِصْيَان شرا وعسرا
أما تَسْتَحي يَا مطرود يَا من هُوَ عَن بَاب مَوْلَاهُ مَرْدُود يَا من خَالف الْأَحْكَام وَالْحُدُود من رب أخرج لَك من الْعَدَم إِلَى الْوُجُود عنبا حَلَالا أخرجه من الْعود تعصر مِنْهُ خمرًا تَعْصِي بِهِ الْملك المعبود مَا أجهلك بطرِيق الْمُتَّقِينَ مَا أبعدك عَن سيرة خير الْمُرْسلين يَا قَلِيل الدّين يَا ضَعِيف الْإِيمَان وَالْيَقِين يَا خَلِيل الشَّيْطَان اللعين ستعلم غَدا إِذا وقفت بَين يَدي أسْرع الحاسبين وَأمر بك إِلَى الْعَذَاب المهين فَحِينَئِذٍ تَقول بيني وَبَيْنك بعد المشرقين فبئس القرين اللَّهُمَّ تب علينا حَتَّى لَا نَعْصِيك بِرَحْمَتك يَا أرْحم الرَّاحِمِينَ