وَيَا أخي إِذا كَانَ شهر رَمَضَان فِي الْقِيَامَة شَفِيعًا فَكُن لمولاك فِيهِ عبدا سَامِعًا مُطيعًا وَليكن قَلْبك عَن مَعْصِيَته رفيعا
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (لكل شَيْء بَاب وَبَاب الْعِبَادَة الصّيام) وَإِذا كَانَ الصّيام لعبادة الرَّحْمَن بَابا فَأولى أَن يكون بَيْنكُم وَبَين النَّار حِجَابا
أَيْن من يدل على طَرِيق السَّعَادَة عَسى أصل بعد النُّقْصَان إِلَى الزِّيَادَة وألزم نَفسِي الِاجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة
وأنشدوا
(أَلا خيرا لمقترح النواح ... أطير إِلَيْهِ منشور الْجنَاح
(فأسأله وألطفه عساه ... سيسلي مَا بقلبي من جراح)
(ويجلو مَا دجا من ليل جهلي ... بِنور هدى كمنسلخ الصَّباح)
(سأصرف همتي بِالْكُلِّ عَمَّا ... نهاني الله من أَمر المزاح)
(إِلَى شهر الخضوع مَعَ الْخُشُوع ... إِلَى شهر العفاف مَعَ الصّلاح)
(يجازي الصائمون إِذا استقاموا ... بدار الْخلد والحور الملاح)
(وبالغفران من رب عَظِيم ... وبالملك الْكَبِير بِلَا براح)
(فيا أحبابنا اجتهدوا وجدوا ... لهَذَا الشَّهْر من قبل الرواح)
(عَسى الرَّحْمَن أَن يمحو ذُنُوبِي ... وَيغْفر زلتي قبل افتضاحي)
رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (تسحرُوا فَإِن الله يحب المتسحرين وَالْمَلَائِكَة تصلي على المتسحرين وَتَسْتَغْفِر لَهُم)
وَرُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ (لَا تزَال أمتِي بِخَير مَا عجلوا الْفطر وأخروا السّحُور)
ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَن العَبْد الْمُؤمن إِذا قَامَ فِي رَمَضَان إِلَى السّحُور فَتَوَضَّأ وَصلى رَكْعَتَيْنِ جعل الله تَعَالَى خَلفه سبع صُفُوف من الْمَلَائِكَة فَإِذا فرغ ودعا آمنُوا على دُعَائِهِ وَيكْتب الله تَعَالَى لَهُ بعددهم حَسَنَات وَيرْفَع لَهُ فِي الْجنَّة بعددهم دَرَجَات ويمحو عَنهُ بعددهم سيئات ثمَّ لَا يزالون يدعونَ وَيَسْتَغْفِرُونَ لَهُ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة
فَالله الله اغتنموا فِي هَذَا الشَّهْر المكرم هَذَا الثَّوَاب الْمُعظم وَلَا تقطعوا