(أبقيت مَالك مِيرَاثا لوَارِثه ... فليت شعري مَا أبقى لَك المَال)

(الْقَوْم بعْدك فِي حَال يسرهم ... فَكيف بعدهمْ صَارَت بك الْحَال)

(ملوا الْبكاء فَمَا يبكيك من أحد ... واستحكم القيل فِي الْمِيرَاث والقال)

(مَالَتْ بهم عَنْك دنيا أَقبلت لَهُم ... وأدبرت عَنْك وَالْأَيَّام أَحْوَال)

قَالَ رجل من الصَّالِحين رَأَيْت رجلا قد مَاتَ ووراثه يختصمون فِي مِيرَاثه قبل أَن تخرج جنَازَته فَقلت هَذِه الأبيات الْمُتَقَدّمَة

294 - نِدَاء الْملك

ذكر فِي بعض الْأَخْبَار أَن تَحت الْعَرْش ملكا يُنَادي كل يَوْم وَلَيْلَة الويل ثمَّ الويل لمن ترك عِيَاله بِخَير وَقدم على الله بشر

فَالله الله ارحموا أَنفسكُم قبل أَن لَا ترحموا وأكرموها قبل أَن لَا تكرموا

واذْكُرُوا الْمَوْت وَمَا بعده من عَظِيم الْأَهْوَال واستعدوا لَهُ بذخائر الْأَعْمَال وأنشدوا

(أرى الدَّهْر لَا يصفى إِلَى من لَا يعاتبه ... وأعتب دُنْيَاهُ على من يثالبه)

(وَنحن نرجي الْخلد فِي غير دَارنَا ... وَأَيْنَ خُلُود الْمَرْء إِن مَاتَ صَاحبه)

(كأنا عطاشى والمنية منهل ... نسير إِلَيْهِ والليالي ركائبه)

(كفى سالبا للمرء يَوْم وَلَيْلَة ... وَمن يلبسن الْأَيَّام فَهِيَ سوالبه)

(فَلَا تأمن الدَّهْر الخئون فَإِنَّمَا ... هُوَ الْيَوْم سلم ثمَّ حَرْب عواقبه)

أَيهَا النَّاس اسْتَعدوا لما خلقْتُمْ لَهُ فَإِن الله لم يخلقكم عَبَثا وَإِنَّمَا خَلقكُم لتعبدوه وتوحدوه وليميتكم ويبعثكم بعد الْمَوْت وَمَا رزقكم رزقه إِلَّا لتستعينوا بِهِ على طَاعَته

وَمَا خلق الدُّنْيَا إِلَّا للزوال وَجعلهَا دَار ابتلاء واختبار وسجنا لأوليائه وجنة لأعدائه

فراحة الْأَوْلِيَاء الْمَوْت وَعَذَاب أعدائه الْمَوْت لِأَن الْأَوْلِيَاء إِذا مَاتُوا صَارُوا إِلَى جنَّة النَّعيم والعيش الْمُقِيم والأعداء إِذا مَاتُوا صَارُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015