الجنات يَوْم خلقهَا وَفضل بَعْضهَا على بعض فَهِيَ سبع جنَّات دَار الْخلد وَدَار السَّلَام وجنة عدن وَهِي قَصَبَة الْجنَّة وَهِي مشرفة على الْجنان كلهَا وَهِي دَار الرَّحْمَن تبَارك وَتَعَالَى لَيْسَ كمثله شَيْء وَلَا يشبه شَيْء ولباب جنَّات عدن مصراعان من زمرد وَزَبَرْجَد من نور كَمَا بَين الْمشرق الْمغرب وجنة المأوى وجنة الْخلد وجنة الفردوس وجنة النَّعيم سبع جنَّات خلقهَا الله عز وَجل من النُّور كلهَا مدائنها وقصورها وبيوتها وشرفها وأبوابها ودرجها وأعلاها وأسافلها وآنيتها وحليها وَجَمِيع أَصْنَاف مَا فِيهَا من الثِّمَار المتدلية والأنهار المطرزة بألوان الْأَشْرِبَة والخيام المشرفة وَالْأَشْجَار الناضرة بألوان الْفَاكِهَة والرياحين العبقة والأزهار الزاهرة والمنازل البهية المعجبة
فِيهَا الْأزْوَاج المطهرة وَالْعين الغنجات بريط النُّور مُعْتَجِرَات بوشح الْكَرَامَة متزينات بالمسك متزملات حدق أعينهن كاحلات وأطرافهن خاشعات وفروقهن مكللة بالدر مركبة بالياقوت ينادين بِأَصْوَات غنجة رخيمة لذيذة يقلن نَحن خالدات فَلَا نموت أبدا وَنحن الغانجات فَلَا نبأس أبدا وَنحن المقيمات فَلَا نظعن أبدا وَنحن الراضيات فَلَا نسخط أبدا وَنحن الْحور الحسان أَزوَاج أَقوام كرام وَنحن الْأَبْكَار السوام للعباد الْمُؤمنِينَ طُوبَى لمن كَانَ لنا وَكُنَّا لَهُ
فَذَلِك قَوْله عز وَجل {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إنْشَاء فجعلناهن أَبْكَارًا عربا} الْوَاقِعَة 35، 37 عاشقات لِأَزْوَاجِهِنَّ {أَتْرَابًا} مستويات فِي الْأَسْنَان {وحور عين} الْوَاقِعَة 22 حسان جمال {كأمثال اللُّؤْلُؤ الْمكنون} الْوَاقِعَة 23 كأنهن الْيَاقُوت والمرجان مشيها هرولة ونغمتها شهية بهية فائقة وامقة لزَوجهَا عاشقة وَعَلِيهِ محبوسة وَعَن غَيره محجوبة فَذَلِك قَوْله عز وَجل {فِيهِنَّ قاصرات الطّرف} الرَّحْمَن 56 يَقُول قصرت أطرافهن عَن الرِّجَال فَلَا ينظرن إِلَى غير أَزوَاجهنَّ {لم يطمثهن إنس قبلهم وَلَا جَان} الرَّحْمَن 56 وَكلما أَصَابَهَا زَوجهَا وجدهَا عذراء عَلَيْهَا سَبْعُونَ حلَّة مُخْتَلفَة الوشي والألوان حملهَا أَهْون عَلَيْهَا وأخف من شعرهَا
فِي نحرها مَكْتُوب أَنْت حبي وَأَنا حبك لست أبغي بك بَدَلا وَلَا عَنْك