(ت عَنْ أَنَسٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - كَانَ يُعْجِبُهُ إذَا خَرَجَ لِحَاجَةٍ أَنْ يَسْمَعَ يَا رَاشِدُ يَا نَجِيحُ» وَهُوَ مِنْ قَضَيْت حَاجَتَهُ يَعْنِي يَتَبَرَّكُ بِهِمَا

وَعَنْ شَرْحِ الْمَصَابِيحِ عَلَى رِوَايَةِ أَبِي دَاوُد عَنْ بُرَيْدَةَ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ بِشَيْءٍ وَكَانَ إذَا بَعَثَ عَامِلًا سَأَلَ عَنْ اسْمِهِ فَإِنْ أَعْجَبَهُ فَرِحَ بِهِ وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ بِهَا وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ» (د عَنْ عُرْوَةَ بْنِ عَامِرٍ - رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ - أَنَّهُ «ذُكِرَتْ الطِّيَرَةُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ تَعَالَى عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فَقَالَ أَحْسَنُهَا» الْإِضَافَةُ لِأَدْنَى مُلَابَسَةٍ وَالْأَحْسَنُ بِمَعْنَى الْحَسَنِ أَيْ حَسَنُ مَا كَانَ مِنْ جِنْسِ الْعَلَامَةِ لِلشَّيْءِ فَبِمَعْنَى أَصْلِ الْفِعْلِ إذْ لَا حَسَنَ لِلطِّيَرَةِ إلَّا أَنْ يَتَجَوَّزَ كَمَا أُشِيرَ آنِفًا «الْفَأْلُ» لِمَا فِيهِ مِنْ حُسْنِ الظَّنِّ بِاَللَّهِ تَعَالَى وَرَجَاءَ الْخَيْرِ وَالطِّيَرَةُ لَيْسَتْ كَذَلِكَ «وَلَا تَرُدُّ مُسْلِمًا» عَنْ حَاجَتِهِ الَّتِي خَرَجَ إلَيْهَا وَهُوَ خَبَرٌ فِي مَعْنَى النَّهْيِ يَعْنِي يَنْبَغِي أَنْ لَا تَرُدَّ الطِّيَرَةُ مُسْلِمًا عَنْ مَطْلُوبِهِ حَاصِلُهُ نَهْيٌ عَنْ رَدِّ الطِّيَرَةِ وَمَنْعِهَا مُسْلِمًا عَنْ مَقْصُودِهِ مِثْلِ السَّفَرِ وَالْبَيْعِ وَالنِّكَاحِ إذَا رَأَى شَيْئًا يَظُنُّهُ شَرًّا

وَفِي النِّصَابِ إذَا خَرَجَ إلَى السَّفَرِ فَصَاحَ الْعَقْعَقُ وَرَجَعَ مِنْ سَفَرِهِ يَكْفُرُ عِنْدَ بَعْضِ الْمَشَايِخِ وَذُكِرَ فِي الْمُحِيطِ أَنَّ الْهَامَةَ إذَا صَاحَتْ، فَقَالَ رَجُلٌ يَمُوتُ الْمَرِيضُ يَكْفُرُ عِنْدَ الْبَعْضِ لَعَلَّ ذَلِكَ عَلَى سَبِيلِ الْيَقِينِ لَا عَلَى الظَّنِّ وَالتَّخْمِينِ «وَإِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ» عَلَى الْفَاعِلِ أَوْ الْمَفْعُولِ «فَلْيَقُلْ اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلَّا أَنْتَ» دِينِيَّةً أَوْ دُنْيَوِيَّةً «وَلَا يَدْفَعُ السَّيِّئَاتِ إلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِك» قَالَ الْمُنَاوِيُّ الْقُوَّةُ وَسَطُ مَا بَيْنَ الْحَوْلِ وَظَاهِرِ الْقُدْرَةِ؛ لِأَنَّ أَوَّلَ مَا يُوجَدُ فِي الْبَاطِنِ مِنْ هِمَّةِ الْعَمَلِ يُسَمَّى حَوْلًا وَمَا تُحِسُّ بِهِ الْأَعْضَاءُ مَثَلًا قُوَّةً وَظُهُورُ الْعَمَلِ بِصُورَةِ الْبَطْشِ وَالتَّنَازُلِ قُدْرَةٌ، وَلِذَلِكَ كَانَ كَلِمَةُ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ مَرْجِعُ الْأُمُورِ وَالْأَعْمَالِ

وَعَنْ الدَّمِيرِيِّ فِي حَيَاةُ الْحَيَوَانِ اعْلَمْ أَنَّ التَّطَيُّرَ إنَّمَا يَضُرُّ مَنْ أَشْفَقَ مِنْهُ وَخَافَ وَأَمَّا مَنْ لَمْ يُبَالِ بِهِ وَلَمْ يَعْتَنِ بِهِ فَلَا يَضُرُّهُ أَلْبَتَّةَ لَا سِيَّمَا إنْ قَالَ عِنْدَ رُؤْيَةِ مَا يَتَطَيَّرُ بِهِ أَوْ سَمَاعِهِ «اللَّهُمَّ لَا طَيْرَ إلَّا طَيْرُك وَلَا خَيْرَ إلَّا خَيْرُك وَلَا إلَهَ غَيْرُك اللَّهُمَّ لَا يَأْتِي بِالْحَسَنَاتِ إلَّا أَنْتَ وَلَا يُذْهِبُ السَّيِّئَاتِ إلَّا أَنْتَ وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِك» وَأَمَّا مَنْ يَعْتَنِي بِهِ فَهُوَ إلَيْهِ أَسْرَعُ مِنْ السَّيْلِ إلَى مُنْحَدَرٍ قَدْ فُتِحَتْ لَهُ أَبْوَابُ الْوَسَاوِسِ فِيمَا يَسْمَعُهُ وَيَرَاهُ وَيَفْتَحُ لَهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمُنَاسَبَاتِ الْبَعِيدَةِ وَالْقَرِيبَةِ فِي اللَّفْظِ وَالْمَعْنَى مَا يُفْسِدُ عَلَيْهِ دِينَهُ وَيُكَدِّرُ عَلَيْهِ عَيْشَهُ انْتَهَى فَإِذَا سَمِعْت هَذِهِ الْأَخْبَارَ (فَظَهَرَ) لَك (أَنَّ الْمُرَادَ بِالْفَأْلِ الْمَحْمُودِ لَيْسَ الْفَأْلُ الَّذِي يُفْعَلُ فِي زَمَانِنَا مِمَّا يُسَمُّونَهُ فَأْلَ الْقُرْآنِ أَوْ فَأْلَ دَانْيَالَ أَوْ نَحْوَهُمَا) كالنِّيرَجِيَّاتِ وَلَعَلَّ مِنْهُ الْجَفْرِيَّاتِ، وَالْكِهَانَةُ (بَلْ هِيَ) أَيْ الْأَشْيَاءُ الْمَذْكُورَةُ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015