قلت: وتقييد عيثم المنسوب إليه المسجد بفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف بعدها ثاء مثلثة وهو مسجد معروف بالفسطاط قريب من الجامع العتيق، وبالله التوفيق.
تنبيه: ومما وقع فوجب أن ينبه عليه أنه حضر معنا سماع كتاب السيرة المذكور في مرة من تلك المرات التي سمعناه فيها على الرئيس الأوحد الصالح الفاضل أبي حاتم المذكور شيخنا الفقيه التاريخي أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الله الكتامي الضرير رحمه الله تعالى، وكان قد سمع هذا الكتاب على العالم أبي العباس العزفي المذكور جد المسمع أبي حاتم حفظه الله تعالى، فكان أبو عبد الله أعلي فيه من المسمع بدرجة، غير أن قارئ الكتاب زمن سماعنا المذكور بحضرة الشيخ أبي عبد الله لم يقصد بقراءته تلك أبا عبد الله، ولا نواه بها، وإنما قصد ونوي المسمع الأجل أبا حاتم وهو نصبه لذلك وآجره عليه، والشيخ أبو عبد الله رحمه الله لم يقصد أيضًا التسميع في المجلس المذكور ولا نواه ولا نصب نفسه فيه ولا تصدر لذلك، وإنما حضر للتبرك بسماع الكتاب , أو لقصد آخر غير التسميع.
وذاكرت بهذه النازلة بعض من جمعني وإياه مجلس السماع المذكور ممن يعتد بقوله ويعتمد عليه من أهل النبل والذكاء والفضل وفاتشته عما عنده في ذلك، فرأي أن التحديث بهذا السماع على هذه الصفة من الشيخ أبي عبد الله رحمه الله سائغ دون إلباس، وأنه سماع صحيح يحدث به عن أبي عبد الله، عن أبي العباس، قال: وغاية ما يلزم السامع الطالب للصواب بعد التحري في هذا الباب أن يأتي عند الأداء لمسموعه على تلك الصفة بعبارة يفهم منها كيفية ذلك السماع حتى تحصل به المعرفة، أو كما قال.
قُلْتُ: وَمَا ذَكَرَهُ هَذَا الْفَاضِلُ مِنْ صِحَّةِ السَّمَاعِ وَاتِّصَالِهِ، لَمْ يَتَّجِهْ لِي وَجْهُهُ وَلَا لَاحَ لِي دَلِيلُهُ، وَكَيْفَ يَسُوغُ الْحَدِيثَ عَنْ هَذَا الشَّيْخِ الَّذِي لَمْ يَنْوِ السَّمَاعَ، وَلَا نَصَّبَ نَفْسَهُ لَهُ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ، وَأَيْنَ مَا ذَكَرَهُ عُلَمَاءُ هَذَا الشَّأْنِ أَهْلُ الضَّبْطِ وَالتَّحَرِّي وَالْإِتْقَانِ، مِنْ أَنَّ الْمُتَصَدِّيَ لِلْإِسْمَاعِ يَلْزَمُهُ أَنْ يُقَدِّمَ قَبْلَ كُلِّ شَيْ