أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن فاتك، بمصر في سنة خمس عشرة وخمس مائة عن أبي محمد عبد الله بن الوليد الأنصاري سماعا في سنة ثلاث وأربعين وأربع مائة، عن أبي محمد بن عبد الله بن محمد اللمائي , قراءة عليه بالقيروان في سنة أربع وثمانين وثلاث مائة بالسند المتقدم.
وأخبرنا أيضًا به فيما أذن لنا فيه جملة بقرافة مصر المسند المعمر الثقة شهاب الدين أبو المعالي أحمد ابن الشيخ الفقيه القاضي رفيع الدين أبي محمد إسحاق بن محمد الأبرقوهي الصوفي، بحق سماعه لجميعه على القاضي الأسعد أبي البركات عبد القوي بن عبد العزيز التميمي المصري المالكي المعروف بابن الجباب في سنة إحدى وعشرين وست مائة، بحق سماعه عن أبي محمد عبد الله بن رفاعة بن غدير بن علي السعدي بمصر سنة خمس وخمسين وخمس مائة بالسند المتقدم.
وليس يوجد اليوم في هذا الكتاب أعلى من هذا الإسناد شرقًا وغربًا، ولكأني من حيث العدد إلى ابن الورد قد أخذته في الطريق المتقدم عن ابن عبيد الله الحجري، ورجال هذا الإسناد كلهم ثقات، وسماع بعضهم من بعض صحيح معروف، غير أن سماع ابن الجباب قال فيه بعض أهل الحديث: إنه كان بقراءة كذاب، وأثبت سماعه وصححه بعض أهل الحديث وهو الذي تركن إليه النفس، وبالله التوفيق.
أخبرنا العز أبو الفداء الصالحي فيما شافهنا به من إذنه عن الحافظ أبي بكر ابن عبد الغني البغدادي، المعروف بابن نقطة , قال في ترجمة أبي البركات ابن الجباب المذكور من إكماله وسمعت الحافظ أبا محمد عبد العظيم المنذري، يتكلم في سماعه لكتاب السيرة ويقول: إنه بقراءة يحيى بن علي إمام مسجد عيثم، وكان كذابًا، ثم قدمت دمشق فذكرت ذلك لأبي الطاهر إسماعيل بن الأنماطي، فرأيته يثبت سماعه ويصححه، فالله تعالى أعلم.