وروينا أن الشيح أبا عمر النمري الحافظ، كان يقول، ثلاثة كتب أوثرها وأفضلها، مصنف أبي عيسي الترمذي في السنن، والأحكام في القرآن لابن بكير ومختصر ابن عبد الحكم.
وقرأت فيما وجدت من ذيل الحافظ أبي سعد السمعاني، رحمه الله تعالى لتاريخ مدينة السلام في ترجمة محمد بن طاهر المقدسي رحمه الله تعالى أنه قال: سمعت أبا عبد الله محمد الأنصاري يقول: كتاب أبي عيسي أفيد عندي من كتاب البخاري، فقلت: لم؟ قلت: لأن كتاب البخاري ومسلم لا يصل إلى الفائدة منها إلا يكون من أهل المعرفة التامة، وهذا كتاب قد شرح أحاديثه وبينها، فيصل إلى فائدته كل أحد من الناس من الفقهاء والمحدثين وغيرهم.
وروينا أيضًا عن السلفي الحافظ أنه قال: سمعت أبا نصر المؤتمن بن أحمد بن الساجي، ببغداد يقول: سمعت أبا إسماعيل عبد الله بن محمد بن معاذ الحافظ بهرأة يقول: كتاب الترمذي أحسن كتاب صنف في الإسلام، وأقربه مأخذًا لاهتداء المرء لما يريده سريعًا بلا مشقة، وكلامي على فقه الحديث الذي يورده فيه حسن، هذا معني ما قاله أو قريب منه، وبالله التوفيق.
مما تقدم لنا في إسناد هذا الكتاب مما يحتاج إلى الضبط والتقيد ابن أبي السيد , وهو بفتح السين اليابسة وكسر الياء المعجمة باثنين من تحتها وتشديدها وماح بالحاء المهلمة.
والكروخي بفتح الكاف وضم الراء الخفيفة وبعد الواو الساكنة خاء معجمة وياء النسبة.
وصبيح فتح الصاد.