وأي جدوى في أغاني الهوى ... إذ تسنع الدنيا ولا تسمعان
وأي خير في الهوى كله ... ان كنتما بالحب لا تعلمان
يا زهرتي قد مت يا زهرتي ... آه على من يعشق للأقحوان
لولا التي أعطيت سحر اسمها ... ما بت استوحيك سحر البيان ووقف سحر " الأقحوانة " عند هذا الحد إذ كانت " ذات المنديل الأحمر " تدفع صورتها من مخيلته وتحل محلها، وقد مرت به الأشهر الثلاثة الأخيرة من هذه السنة الدراسية (نيسان وآبار وحزيران) وتباريح هذا الحب تعذبه، ولسنا ندري مبلغ ما أدركته ذات المنديل الأحمر من لواعج في نفسه، ومدى قدرته على أن يبوح بهذا الحب في غير الشعر، ولكن الذي ندريه انه اصبح يعاني حالة نفسية قلقة، فانكفأ على نفسه يتحدث لها عن " قبض الريح " (?) :
غنى ليصطاد حبيباته ... فاصطاد أسماء حبيباته انه محب لا يملك من كتاب الحب إلا الفهرست، ولا يرى في الكتب الواقعية التي تفرض عليه قراءتها في الكلية إلا قضبان سجن (?) :
سجين ولكن سجني الكتاب ... وأغلالي الآسرات السطور
فما بين جنبيه ضاع الشباب ... وفوق الصحائف مات السرور ولهذا فهنو برم النفس بمعايشة الموتى، وحق له الانطلاق، فان الشاعر يجب ألا يفني عمره في ظلمة الكتب وسواد حبرها:
عيوني بآفاقه ساهرات ... وحولي يبيت الورى رقدا
بأرجائه ألقي بالممات ... كأني على موعد والردى
وما بين ألفاظه القائمات ... أشعة عيني ضاعت سدى
وما بين أوراقه الصامتات ... تلاشى غنائي ومات الصدى