ملء قلبي الحريري أنغام وأضواء
ودقات أجراس ضائعة.
وفي قصيدة السياب نفسها " لألح القمر يخوض بين ضفتيك يزرع الظلال " وهو قياس على لوركا " والحرس المدني يتقدم زارعا الحرائق " (?) وعلى قوله في موضع آخر: " بينما يزرع الصيف غمغمات النمورة واللهيب " (?) . ومع أن قول السياب " ناب الخنزير يشق يدي؟ " (?) مستوحى مباشرة من قصة أدونيس فأنه لا يبعد أن يكون ناظرا أيضا إلى قول لوركا " فشق نعالهم وكأنما شقها بعضات خنزير بري " (?) في قصيدة " مصرع انطونيو الكامبوريو ". وفي هذه القصيدة يتحدث لوركا عم مدى تطعن بها النجوم صدر الماء الرمادي، كما يتحدث في قصيدة أخرى عن القمر الذي يلقي بمدينته في هواء الليل (?) ، وعن الأسماك التي تضيء مدى مزينة بدم الأعداء (?) . ولما حاول السياب أن يكتب قصيدة في لوركا (?) استمد من طريقته في التصوير فتحدث عن " المدى التي تمضغ الشعاع " وعن " شراعه الأخضر كالربيع "، وحشد في القصيدة ما يمثل لوركا، في نظرة، من حيث الفكرة والصورة والمبنى الشعري. فبنى القصيدة على التضاد العنصري واللوني، حسبما أوحى له بذلك صديقه كاظم جواد (?) الذي كان يتدارس وإياه بعض قصائد لوركا، ولهذا جعل قلب لوركا