" أم سجين في نقرة سلمان " (?) التي نسجت على منوال " جانة الشعراء "؛ أما الجواهري " أعظم شاعر ظهر في هذه الحقبة من شعرها الحديث " و " أستاذ هذا الجيل الطالع من الشعراء العراقيين " (?) فلم تتبق منه إلا رحى تطحن قرونا؟ قعاقع يستدعيها المقام في قصيدتي فوكاي وبور سعيد. وظل السياب متمسكا بالجمع بين الشرق والغرب اللذين ظن كبلنغ سفها انهما لا يجتمعان، فكان يزعم لنفسه ان شعره مشتق من الجمع بين طريقة ابي تمام واديث سيتول.

والحقيقة أن السياب في بحثه عن منبع شعري يتلائم وطبيعته ومنهجه وقع تحت تأثير كل من لوكا واديث سيتول، وربما لم يكن من المصادفة ان كلا منهما لم يكن منتميا إلى معتقد سياسي معين. وقد أعجبه في الشاعر الأسباني عمق تعبيره عن القسوة والموت وقدرته الفذة في تصوير الواقع من خلال صور حسية مجسمة وتلاعب بالألوان وجمع للملامح المتباعدة في إطار شعري واحد تتصل فيه المجسمات الواقعية بأخيلة غريبة طليقة لا واقعية؛ ومع ذلك كله فأن تأثر السياب بلوركا لم يكن عميقا لأن صور لوركا؟ وهي المادة التي يحتاجها السياب اكثر من حاجته للموضوع والطريقة - كانت غريبة الوقع لما يغمرها من سمات سريالية، ولم يكن السياب يستطيع الابتعاد كثيرا عن الوضوح في الصورة، لأنه تعود منذ نشأته الشعرية ان يتخذ الصور للتوضيح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015