عجولا "، والعجلة أخت الحدة أو ظئرها الرءوم. ولدى الأدباء في العالم العربي إحساس خاص بجمال المعارك الأدبية، لأنها أسواق للشهرة والإعلان والمنافرة، وهي؟ في نظرهم - دلالة على الحيوية وسبيل إلى إثارة النظارة للمشاركة، ولهذا وقف السياب وكاظم جواد ومحيي الدين إسماعيل صفا واحدا ضد البياتي وعبد الملك نوري ومن التف حولهما من الأنصار والمعجبين.

وتجاوزت المعركة حدود العراق، دون أن يكون هناك قدرة على الفصل في مجال الخصومة بين الضغائن الذاتية والمقاييس الفنية، وكان نقلها ذلك يعني ارتفاع الجلبة والتخاصم حول أشياء مختلفة تمتد من أصغر الأمور حتى كبريات المسائل النقدية والفنية، ولكن دون أن تتفاوت نسبة الغيرة والحمية بتفاوت الموضوعات، وذلك أدعى لاسترعاء الإسماع والأنظار، وأقدر على تنبيه الناس في داخل العراق وخارجه إلى هدير الحركة الأدبية فيه، ولم يكن هناك انقسام على أصول أدبية مذهبية، وإنما هي مقاييس عامة حينا أو شديدة الخصوص حينا آخر، ولهذا لم ترسم تلك الخصومة خطأ فاصلا بين مدرستين أدبيتين، ولا حققت نتيجة سوى جراح في النفوس؛ ومن الطريف أن تلك المعارك كانت؟ دون أن تعلن عن ذلك - ترفع شعارا قبليا قديما يقول: أنا وأخي ضد ابن عمي وأنا وابن عمي ضد الغريب، فالسياب مثلا وكاظم جواد يقفان ضد البياتي، ما دام البياتي خصما مشتركا، ولكن سرعان ما يدب الخلاف بين السياب وجواد لتبايننظريتيهما في تفسير قصيدة أو بيت واحد من قصيدة (?) .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015