وقول الراجز:

وصاليات ككما يؤثفين1

وقول الآخر:

فإن أهل لأن يؤكرما2

وقد تخلصت العربية الفصحى من الهمز في هذه الأمثلة وما شابهها، بسبب ما يسمى "كراهة توالي الأمثال في أبنية العربية". وتتحقق هذه الكراهة في الأصل في المضارع المسند إلى ضمير المتكلم، إذ الأصل فيه: "أؤكرم" فصار بعد حذف أحد المقطعين المتماثلين: "أكرم"، ثم حملت باقي صيغ المضارعة والتصاريف الأخرى، على هذه الصيغة، طردا للباب على وتيرة واحدة3. ومع ذلك بقيت من "الركام اللغوي" لهذه الظاهرة، تلك الأمثلة السابقة.

وإذا كانت العربية الفصحى، قد آثرت تطبيق نظرية "المخالفة النوعية بين الحركات" في جمع المؤنث السالم، الذي ينصب بالكسرة بدلا من الفتحة4، فإن الأصل وهو النصب قد بقي لنا في شيء من الركام اللغوي، فيما روي لنا عن أبي خيرة الأعرابي، أنه قال: "استأصل الله عرقاتَهم5"، وفيما رواه الكوفيون عن بعض العرب من قولهم: "سمعت لغاتَهم، وقول الرياشي: سمعت بعض العرب يقول: أخذت إراتَهم6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015