والعلة الصوتية في هذا التطور، تتلخص في أن مخرج القاف، انتقل إلى الخلف "باحثا عن أقرب الأصوات شبها به من الناحية الصوتية، فتعمق القاف في الحلق عند المصريين، لا يصادف من أصوات الحلق ما يشبه القاف، إلا الهمزة، لوجود صفة الشدة في كل منهما"1.
ولعل هذا التطور كانت له بداياته، في عصور الفصاحة، فقد أوردت المعاجم العربية، وكتب اللغة، مجموعة من الألفاظ، رويت لنا مرة بالقاف، وأخرى بالهمزة، والمعنى فيهما واحد. وفيما يلي بعض هذه الألفاظ:
1- يقال: قشبه بشر، وأشبه به، يعني: لامه وعابه "ما اختلفت ألفاظه للأصمعي 18-19 والإبدال لأبي الطيب 2/ 561 وإصلاح المنطق 406".
2- القفز، والأفز، بمعنى: الوثب "الإبدال لأبي الطيب 2/ 562.
3- القوم زُهاق مائة، وزُهاء مائة، أي: قريب من ذلك "الإبدال لأبي الطيب 2/ 562 وإصلاح المنطق 106 ويرى ابن فارس في مقاييس اللغة 3/ 33 أن الهمزة هنا هي التي أبدلت قافا".
4- يقال: زنق على عياله، وزنا عليهم، إذا ضيق عليهم فقرا، أو بخلا "لسان العرب/ زنق 12/ 11 زنأ 1/ 84".
5- روى ابن السكيت: قرم يقرم قرما، إذا أكل أكلا ضعيفا "اللسان/ قرم 15/ 373" وهو قريب مما رواه ثعلب: أرمل ما على المائدة يأرمه، أي أكله "اللسان/ أرم 14/ 279".