الحفاظ، وانقطع إملاء اللغة من دهر مديد، واستمر إملاء الحديث ... وقد أردت أن أجدد إملاء اللغة وأحييه بعد دثوره، فأمليت مجلسا واحدا، فلم أجد له حملة، ولا من يرعب فيه فتركته"1.

هذا، ونحب أن نشير في خاتمة هذا البحث إلى شيء مهم جدا، وهو ضرورة مراجعة المزهر على مصادره، لسد ما أصاب نصه من خلل من كثير من المواضع. وهذه بعضها:

أ- روى السيوطي النص التالي عن "ثعلب في أماليه: ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعة تميم، وتلتلة بهراء، وكسكسة ربيعة، وكشكشة هوازن، وتضجع قريش"2. وصوابه، كما في مجالس ثعلب ومصادر أخرى كثيرة: "وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجع قيس"3.

ب- روى السيوطي النص التالي عن كتاب: "الألفاظ والحروف" للفارابي، في القبائل التي تؤخذ عنها اللغة: "وبالجملة فإنه لم يؤخذ لا من لخم ولا من جذام، لمجاورتهم أهل مصر والقبط، ولا من قضاعة وغسان وإياد، لمجاورتهم أهل الشام، وأكثرهم نصارى يقرءون بالعبرانية، ولا من تغلب واليمن، فإنهم كانوا بالجزيرة مجاورين لليونان، ولا من بكر لمجاورتهم للقبط والفرس"4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015