ونرى من بعض تعليقات السيوطي، كيف أن علمه رحمه الله كان ينمو بكثرة الاطلاع على المصادر المختلفة بمرور الأيام، فهذه فائدة استفادها من جمهرة اللغة، كان قد سئل عنها فلم يعرفها، يقول: "وهذه فائدة لطيفة، لم أرها إلا في الجمهرة، فكانت العرب تسمي: صفر الأول وصفر الثاني، وربيع الأول، وربيع الثاني، وجمادى الأولى وجمادى الآخرة، فلما جاء الإسلام وأبطل ما كانوا يفعلونه من النسيء، سماه النبي صلى الله عليه وسلم شهر الله المحرم ... وبذلك عرفت النكتة في قوله: شهر الله. ولم يرد مثل ذلك في بقية الأشهر ولا رمضان. وقد كنت سئلت من مدة عن النكتة في ذلك، ولم يحضرني فيها شيء، حتى وقفت على كلام ابن دريد هذا"1.
وهذه فائدة أخرى وجدها السيوطي عند ثعلب، بعد أن طالب سؤاله عنها، فقد قال بعد أن روى عن ثعلب في أماليه شرحا للمثل: "لا يدري الحي من اللي" أي لا يعرف الكلام البين من الكلام غير البين: "قلت: رضي الله عنه سيدي عمر بن الفارض، ما كان أوسع علمه باللغة! قال في قصيدته اليائية:
صار وصف الضر ذاتيا له ... عن عناء والكلام الحي لي
ولما شرحت قصيدته هذه ما وجدت من يعرف منها إلا القليل. ولقد سألت خلقا من الصوفية عن معنى قوله: "والكلام الحي لي"، فلم أجد من يعرف معناه، حتى رأيت هذا الكلام في أمالي ثعلب"2.
ولم تخل بعض تعليقات السيوطي من الوهم. ومن ذلك اعتقاده أن