وصار المنبر أسيرا وفرغت خطبة الجمعة من محتواها، وصار مدح الأسد وبطولاته وعطاءاته عليها، وصارت الخطبة بعيدة عن واقع الناس وهمومهم، بل غدت بوقا للنظام ينفث سمومه وأراجيفه من خلالها
-----------
بل واتبع سياسة التجويع والقهر والإذلال والرعب ومن ثم كان همُّ المواطن تأمين لقمة العيش له ولأسرته وصارت المواد الأساسية من سكر وشاي ونفط وكل الحاجات الأساسية عن طريق بطاقات تموينية ... وصار الناس يذبحون بعضهم البعض من أجل كيلو سكر وهم طوابير يقفون اليوم كاملا على مؤسسات الأسد كالمتسولين حتى يحصلوا على الفتات ......
------------
فلم يكن هناك وقت عند الناس لتفكر بالسياسة أو بما يفعله الأسد، لأن الرعب الذي زرعه الأسد في نفوس الناس - لكثرة ما بطش وفتك بهم - جعلهم يخافون من كل شيء، بل يخاف الرجل أن يتحدث عن الظلم أو عن جرائم الأسد أمام زوجته أو أولاده حتى لا يخبروا عنه النظام الذي جثم على صدور الناس وحبس أنفاسهم .....
--------------
وأما على مستوى الوظائف
فقد وظف الأسد جماعته جميعا - إلا من هو غير راض عنه- فاستلموا مقدرات البلد كلها من القشاش حتى رئيس الجمهورية، وأطلق أيديهم في النهب والسلب ...... والرشاوى والمحسوبيات
بل صار عامة الموظفين ممن لا يخافون الله تعالى، ولا يحسبون حسابه، وأقصي كل مواطن شريف لا يسرق ولا ينهب ولا يرتشي، بل وجهزت له التهم الباطلة لإقصائه.
فانتشرت البطالة والفقر بشكل منقطع النظير، وتمخض عنهما السرقات والنهب والسلب والقتل بين الناس ...
وصارت الوظيفة تعتمد على المحسوبيات والرشاوى والتزوير .......
--------------
وأما على مستوى الأمن الشرطة والمخابرات فقد تحولت إلى أجهزة قمعية لا يهمها إلا النهب والسلب وإذلال الناس، والتجسس عليهم حتى تدخَّلوا بين الرجل وزوجته.
بل لو رفع لهم واحد قضية على غيره فالذي يربح القضية هو الذي يدفع أكثر لأن القضاء وكل وسائل الدولة قد فسدت فسادا غير قابل للإصلاح .....