بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
فإنَّ الثورة السورية المباركة ضد النظام الطاغوتي الأسدي، قد قامت في يوم 15/ 3 /2011 م، وهو يوم تاريخي في عمر بلدنا المسلم سورية، والذي رزح تحت الاحتلال الفرنسي ستة وعشرين عاما، تلته حكومات عميلة لأعداء الإسلام - باستثناء حكومة القوتلي رحمه الله-،فقد كانوا أشدَّ على هذا البلد من العدو الفرنسي المحتل الغازي، فقد استوردوا مناهج الغرب والشرق فلم تزدنا إلا هوانا وضعفا وتفككاً، وعلى رأسها حزب البعث الملحد الذي تسَّلق عليه النُّصيرية، واستلموا كل شيء في سورية، بعد بيعهم للجولان، وبطشوا بالشعب الأعزل ونهبوا خيراته، وجعلوا أعزة أهلها أذلة ....
ولما قام بعض الغيورين على الدين بالاعتراض على هذه السياسة الإلحادية بطشوا بهم أيما بطش، وما أحداث حماة وتدمر والجسر وغيرهما عنا ببعيد ...
واستخدموا سياسة التجويع والتركيع والهوان، فعاش الناس في رعب شديد في عهد الطاغية الكبير حافظ، ولما استلم ابنه رئاسة الجمهورية بمؤامرة دنيئة غيِّر من أجلها دستور البلاد خلال دقائق ليكون على مقاس الابن بشار الأسد، وكان يضحك على الناس ويخدعهم باسم الإصلاح والتنمية وما شابه ذلك من وعود كاذبة ..... ثم تبخرت الأحلام، فإذا الأسد الابن أعتى وأسوأ وأوسخ من الأب بمرات كثيرة ...
لقد بقيت سياسة التجويع ... وزاد النهب والسلب والرشاوى، بل استلم النصيريون كل شيء في البلد من الجيش إلى الأمن إلى الشركات والمؤسسات فلم يبقوا لغيرهم شيئا، وحصدوا الأخضر واليابس، وزادت البطالة بشكل عجيب وكثرت الجرائم، وفتحت البلد أمام المنكرات والمعاصي والموبقات، وفتحت كذلك أمام المد الشيعي الرافضي الصفوي المجوسي، فاستولى الرافضة على أفضل الأمكنة بدمشق وغيرها، وصارت مئات الحسينيات في بلدنا الحبيب سورية ....
وكان النظام يضحك على الشعب بأنه بلد الصمود والتصدي، وبلد المقاومة، وما شابه ذلك من أكاذيب إعلامية لا وجود لها على الأرض ... ولكنه كان يتاجر بها ليخدَّر بها الشعب ...
وزادت الأصنام له ولأبيه، والصور بشكل عجيب، فصار يردد أعوانه أن ربهم ومليكهم بشار الأسد.
وعلى المستوى الداخلي صارت الفروع الأمنية كلها تنهب وتسلب وتبطش بالشعب ولا حسيب ولا رقيب ...