الرد على مقولة الدين لله والوطن للجميع

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، ومن والاه

أما بعد:

لقد كنا نسمع هذه المقولة منذ الصغر، فهل هي صحيحة أم عبارة باطلة، ومنافية للإسلام؟

فنقول وبالله التوفيق:

أولا - الذي أطلق هذه العبارة الكفار وليس المسلمين وكثير من الإخوة يرددونها دون إدراك لمدلولها شرعاً ...

-----------

ثانيا- هذه العبارة كفرٌ صريحٌ، فكلُّ مَنْ يؤمن بهذه المقولة الباطلة فقد كفر بالله تعالى جهارا .. إذا علم معنى مضمونها، وأما الجاهل فيعذر بالجهل حتى تقام عليه الحجة ..

فالدين لله والوطن لله والكون كله لله وحده، فمن قال غير ذلك فقد حكم على نفسه بالكفر الصريح، وخرج من الإسلام ...

قال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [آل عمران:26]

وقال تعالى: {قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (88) سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ (89)} [المؤمنون:88،89]

وقال تعالى: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)} [يس:82،83]

----------

ثالثا- هذه العبارة كانت يرددها ملاحدة الغرب في الرد على خرافات الكنيسة الغربية، وهي صحيحة بالنسبة لهم، لأنهم يردون على دين محرَّف مبدل تحوَّل من دين توحيد إلى دين وثني ...

=============

وهذه أقوال أهل العلم في هذه القضية الحساسة جدا:

يقول العلامة عبد الرحمن الحبنكة رحمه الله:

"من الأمور البدهية في الشريعة الإسلامية أنها تتناول بأحكامها وأنظمتها الإلهية أحوال الأفراد والجماعات الإنسانية، على اختلافها في الخصائص الفردية والجماعية فلم يترك الإسلام حالة من أحوال الناس إلا وتناولها بحكم شرعي، يضمن مصالحهم الفردية والجماعية، وهذا الحكم إما منصوص عليه، وإما

طور بواسطة نورين ميديا © 2015