وأخذ يعتمد على الخداع والمراوغة في التقليل من مطالب الشعب أو تحويلها لأشياء تافهة ... وكأنه يقود زريبة من القطيع ليس إلا!!!!

ثم أصدر الأوامر لأجهزته القمعية كلها بالبطش بالشعب الأعزل الذي هبَّ من رقاده للمطالبة بحقوقه، بل وصارت تكال التهم للشعب المسكين بأنه تحركه قوى خارجية - جماعة الحريري - جماعة بندر- جماعة الخدام - مدسوسين- خونة - عملاء - الإخوان المسلمين- جماعات مسلحة - السلفية الجهادية .... وغيرهم ....

--------------

ولم يخجل هذا الإعلام الفاجر من هذا البهتان الذي يصِم به شعب سورية الأبي ...

فإنْ كان الذي حرَّك الشارع السوريَّ هذه الجماعات ووافقها الشعب على ذلك فنحن أمام احتمالين لا ثالث لهما:

الاحتمال الأول- أن الشعب وجد في هذا التحريك خدمة لحقوقه وتعاطفا معه فخرج يطالب بحقوقه المشروعة ... وهذا من حقه بلا ريب.

الاحتمال الثاني -أن النظام السوري الذي يهيمن على جميع وسائل الإعلام والثقافة نظامٌ مفلسٌ كاذبٌ مخادعٌ، لقد ظلَّ طيلة هذه السنين الطويلة يدجِّن بهذا الشعب على حسب ما يريد النظام، وفجأة يرى نفسه مفلساً إفلاساً تاماً، حيث لم يعد هذا الشعب يصدِّق هذا الإعلام، ولم يعد يخاف من بطش القائمين عليه .....

وهذا يدلُّ بيقين على هشاشته وضحالته بالرغم من كل الإمكانات التي يملكها ....

--------------

أيها الأحبة الكرام:

يجب أن يفهم هذا النظام الفرعوني أنه إلى زوال بإذن الله تعالى ولن تنفعه فروعه الأمنية ولا الشبيحة ولا كل من يستقدمهم من الخارج لحمايته ... قال تعالى: {وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ} [يونس:13]

وقال تعالى: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مَانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَارِ} [الحشر:2]

ولن يتأسف عليه أحد من السوريين ولا من غيرهم ....

قال تعالى عن قوم فرعون: {كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ (29)} [الدخان:25 - 29]

طور بواسطة نورين ميديا © 2015