والذي يريد أن يعمل حقاً فلا يخرج للمؤذنة ويؤذن
بل يعمل دون صخب ولا ضجيج
والإخوة الذين يريدون تحويل الثورة من سلمية إلى مسلحة وهم في حقيقة الأمر عاجزون عن تأمين الوقود أو الطعام أو الشراب للثوار هم يحكمون على الثورة بالموت
فإما أن يذهبوا للداخل ويعملوا في صفوف الجيش السوري الحر إن كانوا أهلا أو ليسكتوا خيرا لهم من هذا الكلام الذي لا رصيد له على أرض الواقع
ومن المعيب حقا تشبيه الثورة السورية بالثورة الليبية فهي مختلفة عنها شكلاً ومضموما
وسوف تعرفون ذلك بعد تحرير سورية من هذه العصابات المجرمة إن شاء الله
ومن كان يظن أن هذه الدماء الزكية العطرة التي تسفك هنا أو هناك سوف تذهب هدراً فهو واهم بيقين
إن هذه الدماء وقود الثورة التي لن يخبو أوارها حتى تصل إلى أهدافها كاملة غير منقوصة
كما أن فيها تطهيرا وتكفيرا للذنوب والسيئات والأخطاء التي كانت ترتكتب قبل قيام الثورة المباركة
والنصر آت بإذن الله تعالى لا محالة
ولكن لماذا يبطئ النصر؟
لقد شاء الله تعالى أن يجعل دفاعه عن الذين آمنوا يتم عن طريقهم هم أنفسهم كي يتم نضجهم هم في أثناء المعركة. فالبنية الإنسانية لا تستيقظ كل الطاقات المذخورة فيها كما تستيقظ وهي تواجه الخطر وهي تدفع وتدافع، وهي تستجمع كل قوتها لتواجه القوة المهاجمة .. عندئذ تتحفز كل خلية بكل ما أودع فيها من استعداد لتؤدي دورها ولتتساند مع الخلايا الأخرى في العمليات المشتركة ولتؤتي أقصى ما تملكه، وتبذل آخر ما تنطوي عليه وتصل إلى أكمل ما هو مقدور لها وما هي مهيأة له من الكمال.
والأمة التي تقوم على دعوة الله في حاجة إلى استيقاظ كل خلاياها، واحتشاد كل قواها، وتوفز كل استعدادها، وتجمع كل طاقاتها، كي يتم نموها، ويكمل نضجها، وتتهيأ بذلك لحمل الأمانة الضخمة والقيام عليها.
والنصر السريع الذي لا يكلف عناء، والذي يتنزل هينا لينا على القاعدين المستريحين، يعطل تلك الطاقات عن الظهور، لأنه لا يحفزها ولا يدعوها.
وذلك فوق أن النصر السريع الهين اللين سهل فقدانه وضياعه. أولا لأنه رخيص الثمن لم تبذل فيه تضحيات عزيزة. وثانيا لأن الذين نالوه لم تدرب قواهم على الاحتفاظ به ولم تشحذ طاقاتهم وتحشد لكسبه. فهي لا تتحفز ولا تحتشد للدفاع عنه.