مع الأسف الشديد أنه في كثير من المتديات ومواقع النت والفيس بوك هناك أناس يكيلون السم الزعاف للثورات العربية وخاصة الثورة السورية
وما أكثر الشبه التي يطرحونها ويريدون الجواب عليها وهي في الحقيقة تدلُّ على ضحالة فكرهم وفهمهم الأخرق للدين
منها:
الثورات غير مشروعة والمظاهرات غير مشروعة
بالرغم أنني وغيري قد رددنا على من يمنع المظاهرات وناقشنا جميع شبهه ولكنهم على قول من قال ((عنز ولوطارت)) تبعا لما تربوا عليه أو لجماعتهم التي تحرم المظاهرات، وفاتهم أن معظم الذين يحرمون المظاهرات هم علماء السلاطين الذين لا يحل أخذ الفتوى منهم ولاسيما في هذه الأشياء
-----------
كما أنهم يقولون: علينا أن نصلح أنفسنا أولا مع الله ومع بعضنا البعض وعندها سوف يتغير كل شيء
وفاتهم أن الذي يعيش تحت حكم هؤلاء الطواغيت لا يستطيع أن يفعل شيئاً من ذلك إلا القليل جدا
وأن هذا الكلام عبارة عن ذر الرماد بالأعين
لقد فاتهم أن أساس التكليف هو الحرية وإذا فقدت الحرية زال التكليف
كيف أربي نفسي وأهلي على دين الله تعالى وأنا مكبل بقيود وحدود هذا النظام الطاغوتي الفرعوني وهو يحبس علي أنفاسي؟؟؟
أعتقد أن الذين يطلبون هذه التربية (وهي مطلوبة شرعا بلا ريب) وفي هذا الوقت يسبحون في الهواء
لقد نسوا أن النظام الحاكم يهيمن على كل شيء في حياة الناس، ولن تقوم دولة الإسلام في قلوب الناس ما دام هؤلاء الطواغيت يجثمون على صدور الناس ويحصون عليهم أنفاسهم
لقد فات هؤلاء أن الناس لا يتربون إلا في ظل المحن والشدائد، قال تعالى: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3)} [العنكبوت: 2، 3]
والله إن هذه الثورة المباركة قد أعادت الناس إلى دينهم وإلى ربهم أكثر مما لو كان عندنا عشرين ألف داعي يدعونهم إلى الله ليل نهار
لقد نسوا أن الشعب السوري من خلال هذه الانتفاضة المباركة ارتقى بإيمانه ويقينه إلى أبعد الدرجات
فهم مواصلون الانتفاضة بالرغم من القتل القظيع والتنكيل بهم وبأهلهم وكلهم يقول بلسان الحال والمقال: رايحين على الجنة بالملايين .... الموت ولا المذلة، ما لنا غيرك يا الله