السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأحبة الكرام:
لقد رفعتم رأسنا عالياً بعد سنين الذلِّ والهوان التي عشتموها في الحكم البعثي النصيري الطائفي، وهو يشبه فرعون الذي قال الله تعالى عنه: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} [القصص:4]
يجب أن تعلموا أن الأجل بيد الله تعالى وحده، وليس بيد الأسد ولا بيد الفروع الأمنية القمعية ولا بيد أحد من البشر أو المخلوقات، قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ} [آل عمران:145]
لقد أماتكم الأسد الكبير والأسد الصغير ألف موتى وأنتم أحياء
أيها الأحبة الكرام:
سيروا على بركة الله والله يرعاكم
انتفضوا على الباطل في كل مكان من سوريا الحبيبة، ولا تهابوا الموت، لأن بالموت في سبيل الله قمة السعادة في الدارين، قال تعالى: {فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء:74]
فليقاتل في سبيل الله- فالإسلام لا يعرف قتالاً إلا في هذا السبيل. لا يعرف القتال للغنيمة ولا يعرف القتال للسيطرة. ولا يعرف القتال للمجد الشخصي أو القومي! إنه لا يقاتل للاستيلاء على الأرض ولا للاستيلاء على السكان .. لا يقاتل ليجد الخامات للصناعات، والأسواق للمنتجات أو لرؤوس الأموال يستثمرها في المستعمرات وشبه المستعمرات! إنه لا يقاتل لمجد شخص. ولا لمجد بيت. ولا لمجد طبقة. ولا لمجد دولة، ولا لمجد أمة، ولا لمجد جنس. إنما يقاتل في سبيل الله. لإعلاء كلمة الله في الأرض. ولتمكين منهجه من تصريف الحياة. ولتمتيع البشرية بخيرات هذا المنهج، وعدله المطلق «بين الناس» مع ترك كل فرد حراً في اختيار العقيدة التي يقتنع بها .. في ظل هذا المنهج الرباني الإنساني العالمي العام ..
وحين يخرج المسلم ليقاتل في سبيل الله، بقصد إعلاء كلمة الله، وتمكين منهجه في الحياة. ثم يقتل ..
يكون شهيداً. وينال مقام الشهداء عند الله .. وحين يخرج لأي هدف آخر- غير هذا الهدف- لا يسمى «شهيداً» ولا ينتظر أجره عند الله، بل عند صاحب الهدف الأخر الذي خرج له .. والذين يصفونه حينئذ بأنه «شهيد» يفترون على الله الكذب ويزكون أنفسهم أو غيرهم بغير ما يزكي به الله الناس. افتراء على الله! فليقاتل في سبيل الله- بهذا التحديد .. من يريدون أن يبيعوا الدنيا ليشتروا بها الآخرة. ولهم- حينئذ- فضل من الله عظيم في كلتا الحالتين: سواء من يُقتل في سبيل الله ومن يَغلب في