وجاءت حادثة طل الملوحي لتذرَّ الرماد بأعين الإصلاحات التي قام بها الأسد، فتراقب ثم يلقى القبض عليها متلبسة بالجريمة الكبرى حيث وجدوا الحاسوب مفتوح وعلى بعض المواقع التي لا تعجب النظام ويصادر الحاسوب والكتب وتودع السجن والتهمة جاهزة وهي التآمر على أمن البلد والتعامل مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية!!!!

وأبوها قد اعترف بذلك لما قابل الأسد من أجل أن يراها حيث اشترط عليه زبانية النظام حتى يقابل الأسد أن يقول أمام وسائل الإعلام: إن ابنته عميلة لدول خارجية!!!!!

لكي بيرر النظام سجنها وتعذيبها .....

-----------------

ورافق ذلك الثورات العربية في تونس ومصر وليبيا حيث بدأ الخوف يتقهقر في نفوس الناس، ولما راجعوا حساباتهم وما رأوه وسمعوه من جرائم الأسد وأكاذيبه فهبوا للمطالبة بحقوقهم المشروعة ....

-----------------

فكانت في البداية المناداة ببعض الإصلاحات والتي يستطيع النظام القيام بها بسهولة، ولكن النظام تبجح وأعرض عن هذه المطالب، وبدأ يتهم القائمين عليها:

فمرة قالوا: مدسوسين، ثم قالوا: عملاء للحريري- بندر -الخدام، دول مجاورة - أمريكا - الموساد ..

ثم قالوا: هؤلاء يريدون القضاء على الوحدة الوطنية وزعزعة أمن البلد، ...

ثم قالوا: هؤلاء يدعون للطائفية ...

ثم قالوا: هؤلاء مغرر بهم ..

ثم قالوا هؤلاء بينهم السلفية الجهادية والتي تريد قتل الشعب والأمن والجيش!!!!

ثم قالوا: تنظيم مسلح يريد عمل إمارة إسلامية ....

ثم قالوا وقالوا قالوا ..... وحبل الكذب مفتوح ....

-----------------

وهذه التهم ومثلها كثير قد قالها فرعون مصر قبلهم بقرون متطاولة، فلما جاءه النبي موسى عليه السلام بالبينات قال له هو وزيانيته: أنت ساحر جئت لتخريب البلد وتقضي على مقدراتها، وسوف نأتيك بسحرة يردون عليك، ولما التقوا بالسحرة قال لهم فرعون سوف أعطيكم مكافأة ضخمة جدا جدا إذا غلبتم موسى هذا، بل سوف تكونون من أكثر المقربين لي، ولما حضرالموعد المرسوم للمباراة والشعب كله يصفق بحياة ربهم فرعون وألقى السحرة عصيهم وحبالهم فظن الناس أنها حيات تسعى، فلما ألقى موسى عليه السلام عصاه تحولت لأفعى حقيقة وبلعت جميع عصي وحبال السحرة .....

فأيقن السحرة أن القضية ليست قضية سحر وشعوذة بل قضية معجزة حقيقية فآمنوا عن بكرة أبيهم وسجدوا لله رب العالمين، ولم يهابوا بطش فرعون، فطار صواب فرعون لما حصل حيث سيكشف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015