وقال آخرون: بل يستقيم أن يقال الرياح لريح واحدة من الرياح الأربع ونَكْباواتها إذا كان يهبّ منها شيء بعد شيء فإن (?) كل جزء منها يسمَّى ريحًا وهذه المتابعة تستنزل الغيث، واحتجّوا بأنها إحدى الأرواح بقول أبي ذؤيب:

مَرَتْه النُعامَى ولم يعترف ... خِلافَ النُعَامَى من الشأم ريحا (?)

وقال آخر يمدح رجلًا:

فتىً خُلِقت أخلاقُه مطمئنّةً ... لها نَفَحاتٌ ريحهن جَنوبُ

يريد أن الغيث إنما تأتي به الجَنوب. واحتجّوا في تسمية كل جزء من الريح بقول العرب: بعيرٌ ذو عثانين جعلوا كل خُصلة عُثنونًا، ويقولون: شابت مَفارقُه يجعلون كل جزء من رأسه مَفْرِقًا. قال جرير (?):

قال العواذل ما لجهلك بعدما ... شاب المفارق واكتسين قتيرا

ولم يرووا أن الاجتياح كان قطّ إلا بريح واحدة. روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[أنه] قال "نُصرتُ بالصَبا وأُهلكت عاد بالدَبور" (?).

ومما جاء متفق اللفظ مختلف المعنى (55: 39) {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} [و] مثله (77: 35) {هَذَا يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ} الآية. ثم قال (?) (36: 24) {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} فليس هذا ناقضًا للخبر الأول تعالى عن ذلك. وكان مجاز قوله {فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} (?) أي لا يُسأل عن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015