أي مأشورة يعني مقطوعة بالمئشار. ومنه قولهم تطليقة بائنة والمعنى مُبانة من قولك أبنتُها.
ويجعلون الفاعل مصدرًا كقوله تعالى: {لَيسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ} أي بكذب، وكذلك {لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً} أي لغوًا، وكذلك {فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ} أي بطغيانهم وكفرهم، وكذلك قوله {فَهَلْ تَرَى لَهُمْ مِنْ بَاقِيَةٍ} أي بقاء.
وقد ينقلون لفظ مُفْعِل إلى فاعل كقوله تعالى: {الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ} المعنى مَلاقِحَ لأنها جمع مُلْقِحَة وهي التي تلْقِحُ السحاب. وقال نهشل بن حَرّى (?):
لِيَبْكِ (?) يزيدَ ضارعٌ لخصومه ... ومختبِط مما تُطيح الطوائح
أي مما تُطيح المَطاوح. وقال لبيد [صوابه رؤبة (?)]:
يخْرُجن من أجواز ليل غاض
أي مغْضٍ مُطْرِق. وقال العجاج:
يَكْشِف عن جَفاتِه (?) دَلْوُ الدالْ
أراد المُدْلِي لأنه من أدلى دَلْوَه. وقال النابغة:
كِلِيني لهمّ يا أميمَةَ ناصبِ ... وليل أقاسيه بطيء الكواكب
ناصب أي مُنْصِب من النَصَب. وقال آخر: