ألم تَرَ أني كما جِئتُ طارقًا ... وجدتُ لها طِيبا وإن لم تَطَيَّبِ
هكذا أنشده الفَرَّاء. وبعضهم يُنشد ألم ترِياني (?). وأنشد أيضًا (?):
فقلتُ لصاحبي لا تحْبِسانا ... بنَزْع أصوله واجْتزَّ شِيحا
فهذا كله يدل على أن الخروج من مخاطبة الواحد إلى الاثنين ومن مخاطبة الاثنين إلى الواحد شائع عند الفصحاء. وهل أجيءُ في جماعة من جهابذة الأدباء قَصَرَتْ أعمالهم عن دخول الجنة ولحقهم عفوُ الله فزُحزحوا عن النَّار فنَقِفَ على باب [13] الجنة فنقول يَا رِضْوَ (?) لنا إليك حاجة ويقول بعضنا يَا رِضْوُ فيضمّ الواو. فيقول رضوانُ ما هذه المخاطبة التي ما خاطبني بها قبلكم أحد. فيقولَ إنَّا كنا في الدار الأولى نتكلم بكلام العرب وأنهم يُرخّمون الذي في آخره أَلْف ونون فيحذفونهما للترخيم. وللعرب في ذلك لغتان يختلف حُكماهما. قال أبو زُبيد (?):
يَا عُثْمَ! أدركني فإنَّ رَكِيَّتي ... صَلَدَتْ فأعيتْ أن تَفيض بمائها
فيقول رضوان ما حاجتكم؟ فيقول بعضنا إنَّا لم نَصل إلى دخول الجنة لتقصير الأعمال وأدْرَكَنا عفوُ الله فنجونا من النَّار. فبقينا بين الدارَين ونحن نسألك أن تكون واسطتنا إلى أهل الجنة فإنهم لا يستغنونَ عن مثلنا. وإنه قبيح بالعبد المؤمن أن يَنال