صقلية حينئذٍ وقد أكثر (?) من إنشاد غرر شعره ومن الحنين إليه وإلى مجالس أنسه حنين الواله إلى بكرها، والطير إلى وكرها، ولا غرو فإنه كان شاعر صقلية إذ ذاك حيث قضى صاحبنا مدة غير قصيرة من كهولته بعد انفصاله من مصر، ولا أستغرب إن كان بقي بها إلى ما بعد سنة 435 هـ ويذكر لنا من أمرائها الذين لابن الخياط فيهم قصائد طنانة مستخلص (?) الدولة وابنه انتصار (?) الدولة عبد الرحمن (?) وحفيدًا له ولكني لم أعرفهم فيما بيدي من تواريخ صقلية. ويذكر (?) للربعي كلمة في صمصام الدولة وأخيه مؤيد الدولة ابني مرتضى الدولة، والصمصام (?) الحسن هو أخو الأكحل وتولّى بعد مقتله سنة 427 هـ ثم قتل هو أيضًا سنة 431 هـ. ولا أعرف مؤيد الدولة إن كان غير تاج الدولة جعفر بن ثقة الدولة أبي الفتوح يوسف بن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي الحسين الكلبي، ولكن التاج تولى من سنة 388 هـ إلى سنة 410 هـ ثم هاجرها إلى مصر، وأبو هؤلاء يلقب ثقة الدولة، وعند الشارح مرتضى الدولة إن كان هو هو.

وأنشد للربعي (?) أبياتًا في تأييد الدولة، وهو الأكحل أحمد بن يوسف المتقدم، ولي صقلية بعد أخيه التاج سنة 41 هـ ثم قتله عبد الله ولد المعز بن باديس صاحب المهدية سنة / 42 هـ وقد ذكر الشارح (?) نكبة التأييد سنة 427 هـ وهذا يدل على أنه ألف هذا الشرح بعد هذه السنة. وعادة ملوك الإسلام بالغرب أن يزيدوا في هذه الألقاب الفارغة تشبهًا بملوك آل عباس في ابان انثلال عروشهم وتشتت كلمتهم كما قال ابن رشيق:

مما يزهدني في أرض أندلس ... أسماء معتمد فيها ومعتضد

ألقاب مكرمة في غير موضعها ... كالهر يحكي انتفاخًا صولة الأسد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015