ومن ذلك ما جاء في حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَنَّهُ خَطَّ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطًّا وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخُطُوطًا إِلَى جَانِبِ الْخَطِّ الَّذِي وَسَطَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَخَطًّا خَارِجًا مِنَ الْخَطِّ الْمُرَبَّعِ، وَقَالَ: أَتَدْرُونَ مَا هَذَا؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: هَذَا الْإِنْسَانُ الْخَطُّ الْأَوْسَطُ، وَهَذِهِ الْخُطُوطُ إِلَى جَانِبِهِ الْأَعْرَاضُ تَنْهَشُهُ» (?) .
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «وَسِّطُوا الْإِمَامَ وَسُدُّوا الْخَلَلَ» (?) .
(8) وتأتي الوسطية بمعنى التوسط الظرفي. ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ جَلَسَ وَسَطَ الْحَلْقَةِ» (?) ضعفه الألباني: ضعيف سنن أبي داود (393) .
وتأتي الوسطية مقابل: - الغلو: وهو مجاوزة الحد. قال تعالى: {لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ} [النساء: 171] وقال صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فِي الدِّينِ» .
- والإفراط: وهو بمعنى الغلو، وهو تجاوز القدر في الأمور.
- والتفريط: وهو بمعنى التقصير.
فمنهج أهل السنة وسط في ذلك بين غلو الخوارج وتفريط المرجئة.
- والجفاء: خلاف البر والصلة. قال صلى الله عليه وسلم في حق القرآن: «وَلَا تَجْفُوا عَنْهُ» . أي: لا تنقطعوا عن تلاوته.
فأهل السنة وسط بين جفاء الأعراب، وتقعر العجم.