ومن أمثلة ذلك أيضا: ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمر فتنزه عنه ناس من الناس. فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فغضب، حتى بان الغضب في وجهه ثم قال: «ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه؛ فوالله لأنا أعلمهم بالله، وأشدهم له خشية» (?) .

والأمثلة من السنة غير هذا كثيرة جدا، وفيما ذكرناه كفاية لكل عاقل لبيب أريب.

[ثالثا اليقظة والمتابعة]

ثالثا: اليقظة والمتابعة فالمعلم يجلس مع طلابه لفترات ليست قليلة كل يوم، لا سيما في المراكز الصباحية لتحفيظ القرآن، والتي قد تصل ساعات جلوس المعلم فيها مع طلابه إلى 6 أو 7 ساعات، وهنا يجب على المعلم أن يكون ملما بأحوال طلابه، عارفا لطباعهم وسلوكياتهم، مراقبا لما يصدر منهم من أقوال وأفعال؛ يقظا لكل ما قد يطرأ عليهم من تغيرات سواء في أقوالهم أو أفعالهم أو سلوكياتهم.

فالغلو أو التفريط لا يحصل للطالب فجأة، وإنما يتدرج معه بسبب مفاهيم خاطئة ترد على ذلك الطالب تباعا؛ فعلى المعلم أن يتابع طلابه ويراقبهم.

وعندما يرى أي جنوح عن الوسطية والاعتدال، سواء إلى الغلو والإفراط أو حتى إلى الجفاء والتفريط.

فعندها عليه أن يبادر بالعلاج المناسب، سواء بتوجيه غير مباشر كما تقدم، أو بالنصح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015