إلى غير ذلك من الآيات.

(2) التوجيه غير المباشر: ويكون بوسائل وأساليب يصعب حصرها؛ فليس هو الخطاب المباشر للطالب من أستاذه ومعلمه؛ سواء بوعظ أو نصيحة أو تعليم، لا؛ وإنما هو أسلوب مختلف تماما: فقد يكون عن طريق الصحبة والمخالطة، وقد يكون عن طريق قصة تذكر فيها إشارة لموضع الخلل وعلاج له، وقد تكون عن طريق التعريض والتلميح من بعيد: (ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا) ، وقد يكون بالكناية أو المداراة أو غيرها من أساليب لا حصر لها.

والتوجيه غير المباشر أبلغ بكثير جدا من التوجيه المباشر، إذا أحسن استغلاله وتطبيقه؛ وسبب ذلك: أن الطالب يشعر أنه اكتسب هذه المعلومة أو هذه الخبرات أو المعارف باستقلالية تامة، من غير إلزام من أحد أو إكراه، إنه يشعر بحريته التامة في التعلم والاكتشاف؛ فلا يشعر باستعلاء من أحد بفضل علم أو تقدم خبرة عليه.

فالتوجيه غير المباشر يتخطى ويتفادى التصادم مع كثير من العقبات النفسية المختلفة، وذلك أن إحساس النفس بالاستقلالية والاستعلاء، لا تسمح في كثير من الأحيان بقبول توجيه مباشر آت من الآخرين. ولنأخذ أمثلة لذلك من العهد النبوي، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا ما يعالج بعض الأخطاء عن طريق التعريض دون التصريح بفاعل الخطأ، أو

طور بواسطة نورين ميديا © 2015