وقال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ هَذَا الدِّينَ مَتِينٌ، فَأَوْغِلُوا فِيهِ بِرِفْقٍ» [صحيح الجامع برقم 2246] .
ولم تخل أمة ولا دعوة من هذه الأصناف الثلاثة من الناس:
1 - فمن الناس المستمسك بالحق، المستقيم على طريقته ومنهاجه.
2 - ومنهم المفرط الزائغ المضيع لحقوق الله، المعتدي لحدوده.
3 - ومنهم الغالي المتشدد المتجاوز لأحكام الله تعالى، الزائد في دينه المبتدع فيه.
وكل أولئك كانوا في الأمم السالفة قبل أمة الإسلام، وفيها أيضا من هذه الأصناف الثلاثة كما كان فيمن سبقها، بل افترقت هذه الأمة إلى أكثر من سبعين فرقة جميعها ضال إلا فرقة واحدة هي الفرقة الناجية المنصورة، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: «افْتَرَقَتِ الْيَهُودُ عَلَى إِحْدَى وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ، وَافْتَرَقَتِ النَّصَارَى عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَإِحْدَى وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ وَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَتَفْتَرِقَنَّ أُمَّتِي عَلَى ثَلَاثٍ وَسَبْعِينَ فِرْقَةً، فَوَاحِدَةٌ فِي الْجَنَّةِ، وَاثْنَتَانِ وَسَبْعُونَ فِي النَّارِ» ، [الأحاديث الصحيحة برقم 1492 / وصحيح الجامع برقم 1082] ، وفي صحيح سنن الترمذي برقم 2129: أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن الفرقة الناجية فقال: «مَا أَنَا عَلَيْهِ وَأَصْحَابِي» .
فهذه هي الفرقة المنصورة دائما وأبدا، هي التي " على ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله تعالى عنهما أجمعين "، ولقد ضمن رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه الفرقة الناجية المنصورة الهداية والسداد والرشاد، في قوله