إن المشكلة تكمن في داء عضال أصاب المسلمين فأوهن قواهم، ودك معاقل القوة لديهم، هذا الداء اسمه (اللاوسطية) أو (انعدام الوسطية) . فهو السرطان الفتاك الذي شل وحدة المسلمين ومزقهم كل ممزق، وجعلهم في مؤخرة الركب.

وسببه الأكبر منا، نحن المسلمين، نحن أوجدناه، واستغله الآخرون. نحن الذين جعلنا من الأشخاص أصناما، ومن المذاهب أديانا، ومن الخلاف خصومة، ومن المناظرة محاجرة، ومن الرحمة نقمة، ومن الذي صنع؟ إنهم المسلمون!!

فالوسطية التي هي وسام شرف لهذه الأمة أناطها الله بها وجعلها شهيدة على الناس، هذه الوسطية ذابت بين جانبي الغلو والانحلال، الإفراط والتفريط.

لهذا كان الكشف عن جذور الغلو والتطرف والعنف والفساد والإفساد في حياة المسلمين المعاصرين يعد من عوامل التخلص من الخلل الذي أثقل كاهلهم، وأضعف قوتهم وفرق كلمتهم، فمعرفة الخلل توصل إلى علاج ناجع إذ لم ينشأ تطرف في حياة المسلمين إلا عن خلل في البناء الفكري للغلاة الذين يدعون إلى العنف والهرج والمرج والفساد والإفساد. وكل تطرف في الدين أو غلو فيه فسببه هذه الطغمة الباغية من الفرق والجماعات والأحزاب، وهي بمجموعها مصدر البدع والفتن والأهواء والآراء.

ولهذا كان من الواجب الأعظم من الأمة أن تدرأ عن نفسها خطر أصحاب هذه الدعوات الباطلة، لا بد من دراسة منهجية شمولية تحليلية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015