المتتالية، وقد أشار الذهبي إلى ذلك بقوله "ولابد في كل طبقة من مجاذبة الطبقتين، وإلا فلو بولغ في تقسيم الطبقات لجاءت كل طبقة ثلاث طبقات وأكثر"1.

ويمكن القول أن الطبقة في "تذكرة الحفاظ" تساوي الجيل في الغالب. أما كتابه "تاريخ الإسلام" فقد رتبه الذهبي على السنين والطبقات معا، فهو يذكر أحداث كل سنة ثم يترجم لم توفي فيها، وربما قدم الوفيات على الأحداث.

وقد أشار الذهبي إلى نقص المادة التي اعتمدها "ولم يعتن القدماء بضبط وفيات العلماء وغيرهم حتى ضبطوا جماعة فيهم جهالة بالنسبة إلى معرفتنا لهم، فلهذا حفظ وفيات خلق من المجهولين، وجهلت وفيات أئمة من المعروفين، وأيضا فإن عدة بلدان لم يقع إلينا أخبارها إما لكونها لم يؤرخ علماءها أحد من الحفاظ، أو جمع لها تاريخ ولم يقع إلينا"2.

وبسبب عدم ضبط القدماء للوفيات لجأ الذهبي إلى عقد فصل في الوفيات التي حدثت خلال فترة حكم الخليفة كلها فقد عقد فلا فيمن توفي في خلافة عمر3، وفصلا آخر فيمن توفي في خلافة عثمان4، ولكنه استطاع في معظم السنين أن يذكر سني الوفيات, وقد استعمل الطبقة كوحدة زمنية واضحة الحدود وجعلها تساوي عشر سنوات5، وبذلك خالف الذهبي الأقدمين الذين اعتبروا اللقيا أساس التقسيم على الطبقات بل خالف نهجه هو في تذكرة الحفاظ الذي اعتبر فيه اللقيا ولم يعتبر الوفيات، ومع ذلك فإن الذهبي المحدث لا يستطيع أن يتخلص نهائيا من اعتبار اللقيا ففي ترجمة عبد الله بن الصمات في الطبقة الثامنة يقول "وقد تأخرت وفاته عن هذه الطبقة فسيعاد إن شاء الله تعالى"6.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015