إن الترتيب على الطبقات استمر متبعا في ميدانه الأصيل فرتبت بعض كتب الرجال على الطبقات حتى فترة متأخرة، فقد رتب عبد الغني المقدسي الجماعيلي "ت600هـ" كتابه "الكمال في معرفة الرجال"1 على الطبقات، ولكن المزي "ت742هـ" لم يحافظ على ترتيب الكمال عندما هذبه حيث رتبه على حروف المعجم وكذلك الذهبي "ت748هـ" في كتابه "الكاشف عن رجال الكتب الستة"2 وهو مختصر من تهذيب الكمال للمزي3 اتبع الترتيب على حروف المعجم، كذلك فعل العسقلاني في كتابه "تهذيب التهذيب" الذي هو تهذيب لكتاب "تهذيب الكمال للمزي".
إن أبرز من اهتم بنام الطبقات في القرن الثامن الهجري هو الحافظ الذهبي "ت748هـ" في كتبه "تذكرة الحفاظ" و"تاريخ الإسلام" و"المجرد في أسماء رجال كتاب ابن ماجه" ففي ثالث هذه الكتب نجده يرتب الرجال على الطبقات ويسمي الطبقة بإسم أحد الأعلام البارزين فيها فيقول: طبقة الأعمش وابن عون؛ طبقة الزهري وأيوب؛ طبقة ابن المسيب ومسروق, إلا أن هذه الطبقات ليست مرتبة على أساس زمني كما هو شأن كتب الطبقات الأخرى، بل اكتفى بتجميع من هم من طبقة واحدة، أما كتابه "تذكرة الحفاظ" فهو كما يدل عنوانه في تراجم الحفاظ فقط، وليس كتابا شاملا لرواة الحديث، وقد قسم الحفاظ حتى عصره إلى إحدى وعشرين طبقة، واعتبر في ذلك اللقيا، وقلما اعتبر سني الوفيات4 التي نلاحظ تداخلها بين الطبقات