إن أبسط أشكال التقسيم على الطبقات هواستعمالها بمعنى جيل، وقد استعمل بعض المصنفين كلمة قرن بدل طبقة، فعل ذلك بحشل في "تاريخ واسط" الذي ألفه سنة 288هـ، رغم ان استعمال الطبقات كان معروفا في عصره1، بل أن بحشل نفسه استعمله في مؤلفه مرة2. وقد قسم الرواة من أهل واسط حتى طبقة شيوخه إلى أربعة قرون3.

إن استعمال الطبقة للدلالة على الجيل يتمثل بصورة واضحة في مصنفات ابن حبان البستي "ت354هـ" ففي كتابيه" الثقات" و"مشاهير علماء الأمصار" قسم الرواة إلى أربع طبقات هي الصحابة والتابعون وأتباع التابعين وتبع الأتباع. وكذلك فعل الحاكم النيسابوري "ت404هـ" في تاريخ نيسابور حيث قسم الرواة إلى صحابة، تابعين، أتباع التابعين. فلما انتهى من ذكر أتباع التابعين، قال: "ثم الأتباع وهو القرن الرابع بعد النبوة والثالث بعد الصحابة"4، وهكذا استعمل الحاكم الطبقة والقرن والجيل كمترادفات.

ولكن أقدم استعمال للطبقة لم يكن بمعنى الجيل كما لم يكن بسيطا كما استعمله ابن حبان فيما بعد وإن كان التقسيم إلى صحابة ... تابعين. أتباع التابعين واضحا تمام الوضوح في أقدم ما وصل إلينا من كتب الطبقات ولكنه بمثابة إطار يحتوي على تقسيمات أصغر ضمنه. فقد قسم الصحابة وحدهم إلى عدة طبقات بلغت أحيانا اثنتي عشر طبقة بالنظر إلى السبق في الإسلام والهجرة وشهود المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم5. وقد قسمهم البعض إلى أكثر من اثنتي عشر طبقة6. وكذلك قسم كل من التابعين وأتباع التابعين إلى عدة طبقات.

وقد تباين عدد طبقات كل من الصحابة والتابعين والأتباع في كتب الرجال لأن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015