مَا حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الرَّشَادِيُّ قَالَ: ح أَبُو بَكْرِ بْنُ عِيسَى بْنِ يَزِيدَ الطَّرَسُوسِيُّ قَالَ: ح نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ قَالَ: ح إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبَانَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: كَانَ لِي ابْنُ أَخٍ يَتَعَاطَى الشَّرَابَ فَمَرِضَ فَبَعَثَ إِلَيَّ لَيْلًا أَنِ الْحَقْ بِي فَأَتَيْتُهُ فَرَأَيْتُ أَسْوَدَيْنِ قَدْ دَنَيَا عَنِ ابْنِ أَخِي، فَقُلْتُ: إِنَّا لِلَّهِ، هَلَكَ ابْنُ أَخِي، فَاطَّلَعَ أَبْيَضَانِ مِنَ الْكُوَّةِ الَّتِي فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ: انْزِلْ إِلَيْهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ، فَلَمَّا نَزَلَ تَنَحَّى الْأَسْوَدَانِ فَجَاءَ فَشَمَّ فَاهُ، فَقَالَ: مَا أَرَى فِيهِ ذِكْرًا ثُمَّ شَمَّ بَطْنَهُ فَقَالَ: مَا أَرَى فِيهِ صَوْمًا، ثُمَّ شَمَّ رِجْلَيْهِ فَقَالَ: مَا أَرَى فِيهِمَا صَلَاةً، فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ: إِنَّ رَجُلًا مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ لَيْسَ مَعَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ، وَيْحَكَ عُدْ فَانْظُرْ، فَعَادَ فَشَمَّ فَاهُ، فَقَالَ: مَا أَرَى فِيهِ ذِكْرًا، ثُمَّ عَادَ فَشَمَّ بَطْنَهُ، فَقَالَ: مَا أَرَى فِيهِ صَوْمًا، ثُمَّ عَادَ فَشَمَّ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَرَى فِيهِمَا صَلَاةً قَالَ: وَيْحَكَ رَجُلٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْسَ مَعَهُ مِنَ الْخَيْرِ شَيْءٌ. اصْعَدْ حَتَّى أَنْزِلَ أَنَا فَنَزَلُ الْآخَرُ، فَشَمَّ فَاهُ، فَقَالَ: مَا أَرَى فِيهِ ذِكْرًا، ثُمَّ شَمَّ بَطْنَهُ، فَقَالَ: مَا أَرَى فِيهِ صَوْمًا، ثُمَّ شَمَّ رِجْلَيْهِ، فَقَالَ: مَا أَرَى فِيهِمَا صَلَاةً قَالَ: ثُمَّ عَادَ فَأَخْرَجَ لِسَانَهُ فَشَمَّهُ، فَقَالَ: اللَّهُ تَعَالَى أَكْبَرُ أَرَاهُ قَدْ كَبَّرَ تَكْبِيرَةً فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُرِيدُ بِهَا وَجْهَ اللَّهِ بِأَنْتَاكِيَّةَ قَالَ: ثُمَّ فَاضَتْ نَفْسُهُ، وَشَمَمْتُ فِي الْبَيْتِ رَائِحَةَ الْمِسْكِ، فَلَمَّا صَلَّيْتُ الْغَدَاةَ، قُلْتُ لِأَهْلِ الْمَسْجِدِ: هَلْ لَكُمْ فِي رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَحَدَّثْتُهُمْ حَدِيثَ ابْنِ أَخِي، فَلَمَّا بَلَغْتُ بِذِكْرِ أَنْتَاكِيَّةَ، قَالُوا: لَيْسَتْ هِيَ بِأَنْتَاكِيَّةَ هِيَ أَنْطَاكِيَّةُ، قُلْتُ: لَا وَاللَّهِ لَا أُسَمِّيهَا إِلَّا كَمَا سَمَّاهَا الْمَلَكُ