العرش ورجلاه قد خرقت الأرض السفلى، وعنقه مثنيّ تحت العرش، فيرفع رأسه وهو يقول: يا إلهي وسيدي، ما أعظمك! فيقول الله تعالى: ما عرف ذلك من حلف بي كاذبا" (?) .
وأما شرب الخمر، فانه من أكبر الكبائر، وقد ورد عن رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يقول: "من شرب من الخمر شربة لم تقبل منه صلاة سبعة أيام، ولم يقبل منه صيام" (?) .
واعلم أن في شربها عشرة خصال مذمومة:
أولها: أنها تذهب في عقل شاربها حتى يصير مضحكة للصبيان، ومهزأة كما روي عن ابن أبي الدنيا أنه قال: رأيت سكران يبول ويمسح وجهه ببوله، وهو يقول: اللهم اجعلني من التوّابين، واجعلني من المتطهرين.
ورأى سكران قد تقيأ والكلب يلحس فاه، والسكران يقول: أكرمك الله يا سيدي كرامة أوليائه.
والثانية: أنها تتلف المال وتفسده، وتعقب الفقر، كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اللهم أرنا في الخمر فإنها متلفة للمال مذهبة للعقل (?) .
والثالثة: أنها توقع العداوة والبغضاء. قال الله تعالى: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} المائدة 91. ويريد: انتهوا عنهما. قال عمر: انتهيت يا رب، انتهيت.
والرابعة: يحرم صاحبها لذة الطعام وصواب الكلام.