2- التحدي الصارم الذي واجه به القرآن الكفار، وأنهم لم ولن يأتوا بمثل شيء من سوره، يبعد عن الرسول -مع ما عرف عنه من الحصافة والحكمة- أن يغامر في الدخول فيه مع أئمة البيان وفحول الفصاحة، وهو يرجو لرسالته أن تنتصر ولدعوته أن تنتشر.

3- هذا القرآن تضمن بعضا لمواضع العتاب لمحمد صلى الله عليه وسلم: في مواقف اجتهد فيها لكنه جانب فيها الصواب، أو الأصوب، فنزل القرآن مبينا وجه الحق ومخطئا للنبي صلى الله عليه وسلم، فيكف يجمل بحكيم عاقل يخطئ نفسه وينشر ذلك في الناس، ولو كان يملك أدنى تصرف في هذا القرآن لأخفى مثل هذه المواضيع، وسترها عن الناس وقد قال الله تعالى: {وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ} {لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} .

4- تصدير كثير من الآيات في القرآن بكلمة "قل" بل قد تكررت هذه الكلمة أكثر من ثلاثمائة مرة، وفي توجيه الخطاب لمحمد وتعليمه ما ينبغي أن يقول , فهو لا ينطق عن هواه، بل يتبع ما يوحى إليه، فهو مخاطب لا متكلم، حاكٍ ما يسمعه لا معبر عن شيء يجول في نفسه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015