السلطان، وقام ليتبوَّل، فأخذ الساقي الهبات من يده، ولم يعرف، وملأه على العادة، فجاء السلطان فتناوله، وشرب، وقد نسي أنه سقاه منه، وفيه آثار السم، فحُمَّ ومات -أيضاً-.
وفي سنة سبع وسبعين: قدم الملك السعيد دمشق.
وفيها: مات جمال الدين آقوش الذي كان نائب دمشق.
وفي سنة ثمان وسبعين: اختلف الأمراء على السعيد، ثم خلعوه من السلطنة، وأعطوه الكرك، وسلطنوا أخاه بدرَ الدين، وله سبعُ سنين، كان القائم به وبالسلطنة سيفُ الدين قلاوون، وخطب لهما معاً، والأمراء بدمشق على نائبها عز الدين أيدمر، ثم جاء على النيابة سنقر الأشقر، وفي رجب رُفع ولدُ السلطان من السلطنة، واتفقوا على سلطنة الملك المنصور قلاوون.
وفيها: مات بالكرك الملكُ السعيد، وفي ذي الحجة ركب سنقر الأشقر، وهجم إلى القلعة، وجلس على التخت، ولقب بالسلطان الملك الكامل، ولم يحلف له الشالق، فحبسه، وحبس نائب القلعة لاجين المنصوري.
وفي سنة تسع وسبعين: ركب الملك الكامل سنقر، ووفد عليه عيسى بن مهنا، وأحمد بن حجي، ثم جهز له الملك المنصور جيشاً عليهم علم الدين الحلبي، وأقبل إليه المصريون، فالتقى الجمعان عند الجسورة، ثم خامر على سنقر عسكره، فانهزم من أول شيء صاحب حماة، فهرب سنقر إلى حمص، وفتحت البلد والقلعة للمصريين،