وفيها: سار الملك العادل من مصر، فنزل عكا، وحاصرها، فصالحه صاحبُها، وبذل له مالاً وأسراء أطلقهم، ثمّ أغار على أعمال طرابلس.

وفي سنة ست وست مئة: حاصر العادلُ سنجار، وعد ذلك من ذنوبه حيث ترك غزو الفرنج، وقاتل المسلمين.

وفيها: وقع بين خوارزم شاه وبين الخطا، وأسر سلطانهم، فأكرمه، وأقعده معه على السرير، ثمّ افتتح عدة مدائن.

وفي هذه السنة: كان ابتداء خروج التتار، فكاتب صاحبُ الخطا خوارزم شاه بالاستعانة على التتار، فكاتبهم إني قادم لنصركم، وكاتبَ التتارَ بمثل ذلك، ثمّ سار إلى أن نزل بقرب الفريقين، يوهم كلَّ طائفة أنه معهم، فلما وقعت المصاف، انهزمت الخطا، فمال مع التتار عليهم، فلم يفلت منهم إلا اليسير، وأنصاف من بقي منهم إلى خوارزم شاه، ثمّ راسل ملك التتار أن يقاسمه مملكة الخطا، فأرسل إليه: أنْ قنعتُ بالمسالمة، وإلا سوف ترى ما يقع بك، فجعل يتخطف من التتار ويسرقونهم، فبعث ملك ملكهم: ليس هذا فعل الملوك، هذا فعلُ اللصوص، فإن كنت ملكاً، فاعمل مصافًّا، فأخذ يغالطه ويراوغه؛ لعلمه أنه لا طاقة له بالتتار، ثمّ أمر مَن في ناحية الخطا من بلاده بالإنجفال إلى بخارى وسمرقند، إلى أن خلت تلك البلاد النزهة وخربها، وجعلها مفاوز؛ خوفاً أن يملكها التتار.

وفي سنة سبع: مات صاحب الموصل نور الدين

طور بواسطة نورين ميديا © 2015