أباك، وهذه خيرٌ من دراعته، وهذه خيرٌ من عصاه، ودفع إليه العصا، وقال: اذهب بهذه الشياه، فارعَها في مكان كذا وكذا، وذلك في يوم صائف، ولا تمنعِ السابلةَ من ألبانها ولحومِها شيئًا، واعلم أنا آلَ عمر لم نصب من شاء الصدقة، ولا من ألبانها ولحومها شيئًا. فلما ذهب، ردّه، فقال: أفهمتَ ما قلتُ لك؟ وردَّد عليه الكلام ثلاثًا، فلما كان في الثالثة، ضرب بنفسه الأرض بين يديه، وقال: ما أستطيع ذلك، فإن شئتَ، فاضربْ عنقي. قال: فإن رددتُك إلي عملك، أيَّ رجلٌ تكون؟ قال: لا ترى مني إلا ما تحبُّ، فردّه، فكان خيرَ عامل (?).

وهكذا ينبغي للسلطان أن ينتقد عمّاله.

وبه إلي ابنِ الجوزيِّ، أنا ابنُ ناصرٍ، أنا المباركُ بنُ عبدِ الجبار، وعبدُ القادرِ بنُ محمّدٍ، قالا: ثنا أبو إسحاقَ البرمكيُّ، أنا أبو بكرِ بنُ بخيتٍ، أنا أبو جعفرِ بنُ ذريحٍ، ثنا هَنّادٌ، ثنا أبو معاويةَ، عن عاصمٍ الأحولِ، عن أبي عثمانَ، قال: استعمل عمرُ بنُ الخطاب رجلًا من بني أسدٍ علي عمل، فدخل ليسلِّمِ عليه، فأتى عمرُ ببعض ولده، فقبَّله، فقال له الأسدي: أتقبِّلُ هذا يا أمير المؤمنين؟ فواللهِ! ما قبلت ولدًا لي قَطّ. فقال عمر: فأنتَ واللهِ بالناسِ أقلُّ رحمة، لا تعملُ لي عملًا، فردّ عهده (?).

وبه إلي ابنِ الجوزيِّ، أنا عبدُ الوهابِ بنُ المباركِ، ثنا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015