فانظر كيف بكي حتى سمع الناس بكاءه لأجل ضربة بجلدة؛ خوفًا من أن تكون بغير حق، [ولمّا] يتحققْ أنها بغير حق. فوالله! لم يبك قانصوه ولا المحصبي وقطج لقتلِ أكثرَ من مئةِ نفسٍ ظلمًا؛ لإراقة خمر، ومع ذلك يزعمون أنهم أعدلُ من عمر، هذا هو العجبُ والافتراء.

وبه إلي ابنِ الجوزيِّ، أنا عبدُ الوهابِ، أنا عاصمُ بنُ الحسنِ، ثنا عليُّ بنُ محمّدٍ، ثنا الحسينُ بنُ صفوانَ، ثنا أبوبكرِ بنُ سعدِ بنِ عبدِ الله بنِ محمّدٍ، ثنا أبي، عن أبي عبيدةَ الجعفيِّ، عن جابرٍ الجعفيِّ: أنه سمع سالمَ بنَ عبد الله قال: نظر عمرُ إلي رجلٌ أذنبَ ذنبًا، فتناوله بالدرَّةِ: فقال الرجل: والله يا عمر! إن كنت أحسنت، فقد ظلمتني، وإن كنت أسأت، فما علمتني، قال: صدقت، فاستغفر الله، دونَكَ فاقْتَدْ من عمر، فقال الرجل: أَهَبُها لله -عَزَّ وَجَلَّ-، وغفر الله لي ولك (?).

أخبرنا أبو العباسِ الفُولاذيُّ، أنا ابنُ بردس، أنا ابنُ [عبدِ] الجبار، أنا الإربليُّ، أنا الفُراويُّ، أنا الفارسيُّ، أنا الجُلُوديُّ، أنا أبو إسحاقَ الزاهدُ، أنا مسلمٌ، حدثني هارونُ بنُ سعيدٍ الأيليُّ، ثنا ابنُ وهبٍ، حدثني حرملةُ، عن عبدِ الرحمنِ بنِ شماسةَ، قال: أتيتُ عائشة أسألها عن شيء، فقالت: ممن أنت؟ فقلت: رجلٌ من أهل مصر، فقالت: كيف كان صاحبُكم لكم في غَزاتكم هذه؟ قال: ما نقمنا شيئًا، إن كان ليموت للرجل منا البعيرُ، فيعطيه البعيرَ،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015